توفي صباح الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021 رئيس الدولة الجزائري السابق ورئيس مجلس الأمة السابق عبد القادر بن صالح حسب ما أعلنت عنه رئاسة الجمهورية، وأعلن بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية عن وفاة رئيس الدولة السابق عن عمر يناهز الـ80 عاماً، وأفاد بيان بأن جنازة الرئيس الراحل ستشيع غداً الخميس، بعد صلاة الظهر في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
ووقف مجلس الأمة الجزائري اليوم، دقيقة صمت، "ترحماً على روح رئيس الدولة السابق، عبدالقادر بن صالح"، وكان التلفزيون الحكومي الجزائري قد أعلن يوم الجمعة الماضي، وفاة رئيس البلاد السابق عبدالعزيز بوتفليقة عن عمر ناهز 84 عاماً.
من هو الرئيس الراحل عبدالقادر بن صالح؟
عبدالقادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري منذ 17 سنة، وهو بدوره واحد من نتاج نظام عبدالعزيز بوتفليقة، ولد في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1941، بقرية قرب تلمسان، المجاورة للحدود المغربية، والتحق بجيش التحرير الوطني الذي كان يقاتل الاستعمار الفرنسي (1954-1962)، وهو في عمر 18 سنة.
بعد عودته إلى الجزائر في 1967 بدأ مشواره في الصحافة الحكومية، فعمل صحفياً في جريدة الشعب الحكومية، في وقت كانت الدولة تحتكر قطاع الإعلام، وهو منذ شبابه مسؤول في النظام الذي أسسه حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب الوحيد الحاكم بين 1962 حتى 1989.
في عام 1962 وبطلب منه، تمّ تسريحه من جيش التحرير الوطني، واستفاد من منحة دراسية إلى الشرق الأوسط، مكّنته من الانتساب لكلية الحقوق بجامعة دمشق.
ولمدّة عامين عمل مراسلاً ومدير مكتب الشرق الأوسط لمجلة "المجاهد" الأسبوعية، وجريدة "الجمهورية" اليومية.
من عام 1970 وحتى 1974 كان مدير المركز الجزائري للإعلام والثقافة ببيروت/لبنان، وهي الفترة التي أشرف خلالها على إصدار مجلة "الجزائر: أحداث ووثائق"، ومن عام 1974 وحتى 1977 كان مديراً عاماً للجريدة الوطنية اليومية "الشعب".
بعد مشواره الصحفي شغل عدّة مناصب، ما بين نائب في مجلس الشعب وسفير وموظف وزاري، انتُخب نائباً في المجلس الشعبي الجزائري للمرة الأولى في 1977، عن ولاية تلمسان/ دائرة ندرومة، مرتين متتاليتين، كما تولى مسؤولية رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني لمدة عشر سنوات.
في عام 1989، غادر البرلمان ليبدأ مشواراً قصيراً من العمل الدبلوماسي، حيث عُيّن سفيراً للجزائر لدى المملكة العربية السعودية، ثم عُيّن مديراً للإعلام، ومتحدثاً رسمياً باسم وزارة الشؤون الخارجية في عام 1993.
في عام 1994 أصبح عبدالقادر رئيس المجلس الوطني الانتقالي، فيما عُرف ببرلمان المرحلة الانتقالية، بعد أن حلَّ جنرالات الجيش البرلمان في عام 1992، وقرّروا إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية إثر فوز ساحق للإسلاميين بها.
في 2013 بعد الحديث عن احتمال رحيل بوتفليقة عن الحكم، نتيجة إصابته بجلطة في الدماغ ومكوثه في مستشفى في باريس، حدث جدل في الأوساط الإعلامية حول شرعية تولي بن صالح للرئاسة بالنيابة عن بوتفليقة، وكانت الأصوات المعارضة لعبدالقادر تدَّعي أنه مغربي الجنسية أصلاً، وتم تجنيسه في سنوات الستينات، وهذا مانع لتولي الرئاسة في الدستور الجزائري.