كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة نفسها و3 من مراسليها، وابنة أخيه ماري ترامب، بتهمة الانخراط في "مؤامرة خبيثة، للحصول على سجلاته الضريبية السرية واستغلالها في تقارير إخبارية.
زعم ترامب في القضية التي رفعها أمس الثلاثاء، أن مراسلي الصحيفة سوزان كريغ، وديفيد بارستو، وراسل بيوتنر، سعوا إلى ماري (56 عاماً) مراراً وتكراراً، وأقنعوها بـ"تهريب السجلات من مكتب محاميها" وتسليمها إليهم، حسب ما نقلته الصحيفة الأمريكية.
وفقاً للدعوى القضائية أيضاً، انتهكت ماري بهذا الفعل اتفاقية سرية تتعلق بوالد الرئيس السابق، فريد ترامب، الذي توفي عام 1999.
تتهم دعوى ترامب المرفوعة في المحكمة العليا بمقاطعة "دوتشيز" في نيويورك، الصحيفة ومراسليها وماري بأنهم مدفوعون بـ"الثأر الشخصي، ورغبتهم في كسب الشهرة وتحقيق مكاسب مالية، بهدف تعزيز أجندتهم السياسية".
كان ترامب خلال حملته الرئاسية عام 2016، قد وعد بنشر إقراراته الضريبية، كما يفعل المرشحون للرئاسة منذ نحو 40 عاماً، لكنه رفض بعد ذلك نشرها، مشيراً إلى أنها قيد المراجعة، ما أدى إلى ظهور تساؤلات وانتقادات طيلة فترة رئاسته حول سرية هذه المستندات.
تشكيك في ثروة ترامب
في عام 2018، نشرت "نيويورك تايمز" الوثائق التي قدمتها ماري، في مقال، توغل في ما وصفته الصحيفة بـ"تاريخ ترامب في التهرب الضريبي والاحتيال".
شكك التقرير في ادعاء ترامب أنه ملياردير عصامي حصل على ثروته بمساعدة قليلة من والده، وبدلاً من ذلك، وجد التحقيق أن ترامب ورث ما يعادل 413 مليون دولار على الأقل، معظمها من خلال "مخططات ضريبية مشكوك فيها".
كشفت ماري ترامب، في وقت لاحق، أنها المصدر الرئيسي للمعلومات التي نشرتها "نيويورك تايمز"، وذلك في كتاب أصدرته عام 2020 بعنوان "تو ماتش آند نيفر إناف" (أكثر مما ينبغي وغير كافٍ أبداً: كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم؟).
في عام 2019، حصل الصحفيون الثلاثة على جائزة "بوليتزر" عن تلك المقالة وغيرها من التقارير المتعلقة بضرائب ترامب.
من جهتها، دافعت الصحيفة في بيان صدر مساء الثلاثاء، عن تقاريرها، مؤكدةً أنها تخطط لمحاربة الدعوى القضائية، التي تسعى للحصول على تعويضات مالية، بزعم أن ترامب خسر ما لا يقل عن 100 مليون دولار نتيجة أفعال المتهمين.
أما ماري ترامب فعلَّقت على الشكوى واصفةً عمَّها بأنه "خاسر"، وذلك في بيان أوردته شبكة "إن بي سي"، وأضافت: "إنه اليأس. الجدران تطبق عليه وهو يتخبط"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.