دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التمسك مجدداً بحل الدولتين كأساس لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق ما جاء في كلمة للرئيس التركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76، مساء الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021.
إذ شدد أردوغان في كلمته على "ضرورة إحياء عملية السلام والتطلع لحل الدولتين مجدداً بأسرع وقت دون مزيد من التأخير"، وأكد أن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعد من أبرز المشاكل التي تؤدي لتأجيج عدم الاستقرار، ويشكل تهديداً على الأمن والسلام في المنطقة".
كما أشار أنه كلما استمر الظلم الإسرائيلي بحق "إخوتنا الفلسطينيين"، يصبح إحلال السلام والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط أمراً غير ممكن، مضيفاً "ولهذا يجب إنهاء سياسات الاحتلال وضم الأراضي والاستيطان غير القانوني في أسرع وقت".
الرئيس أردوغان شدد كذلك على استمرار تركيا في الوقوف في وجه انتهاكات الوضع الدولي للقدس بناء على قرار الأمم المتحدة لعام 1947، وحرمة الحرم الشريف، وحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة إحياء عملية السلام والتطلع لحل الدولتين دون مزيد من التأخير.
فيما أشار إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس، ما زالت ضمن أهدافهم ذات الأولوية.
دعم تركيا لليبيا والإيغور
في سياق آخر، لفت أردوغان إلى إرساء أسس السلام في ليبيا بفضل الدعم الكبير للحكومة الشرعية، ومن ثم تشكيل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.
كما جدد دعم بلاده لحكومة الوحدة الوطنية في مساعيها لتوفير الخدمات العامة وتوحيد المؤسسات، وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
كما دعا المجتمع الدولي مجدداً للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية التي تمثل كافة مناطق ليبيا.
كما تطرق أردوغان في خطابه إلى وضع أتراك الإيغور في الصين، قائلاً: "نؤمن بضرورة بذل المزيد من الجهود لحماية الحقوق الأساسية للأتراك المسلمين الإيغور من منظور وحدة أراضي الصين".
أردوغان أوضح أيضاً أن "تركيا ما زالت تؤيد حل المشكلة القائمة في إقليم كشمير، عن طريق الحوار بين الأطراف المعنية (الهند وباكستان) وفي إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
فيما أشار إلى أن "تركيا تدعم العودة الآمنة والطوعية والكريمة والدائمة لمسلمي الروهينغا لبلادهم، إذ يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات داخل الأراضي البنغالية".
البحث عن حل عادل للقضية القبرصية
فيما يخص قبرص، أوضح الرئيس التركي أن الحل العادل والدائم والمستدام في الجزيرة ممكن فقط من خلال اتباع مقاربة واقعية تهدف للحل، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
أردوغان أردف قائلاً: "بينما يمكن زعيم أحد الشعبين في الجزيرة والذي تقبله الأمم المتحدة على قدم المساواة، أن يخاطبكم (زعيم إدارة قبرص الرومية)، فليس من العدل ألا يحق للزعيم الآخر (رئيس قبرص التركية) من إسماع صوته على هذه المنصة".
كما أكد على ضرورة أن تكتسب شمال قبرص التركية المساواة السيادية والاعتراف الدولي المتساوي من أجل الحل في الجزيرة.
شدد أردوغان أيضاً على تأييد بلاده لرؤية الحل الجديدة التي طرحها القبارصة الأتراك، داعياً المجتمع الدولي لتقييم آراء شعب قبرص التركية بعقل منفتح ودون تحيز.
فيما لفت إلى أن استمرار الهدوء في شرق المتوسط يعتبر مصلحة مشتركة للجميع، معرباَ عن أمله في حل المشاكل المتعلقة بتقاسم مناطق الصلاحية البحرية في إطار القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار.
أضاف الرئيس أردوغان قائلاً: "لهذا، وقبل كل شيء، من الضروري التخلي عن المفهوم الذي يسعى لإقصاء تركيا من المنطقة رغم امتلاكها أطول شريط ساحلي في شرق المتوسط".
كما عبر عن ثقته في إمكانية حل المشاكل العالقة في بحر "إيجه" من خلال الحوار. وجدد إصرار بلاده على مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، معرباً عن تضامن بلاده مع الاتحاد الإفريقي وعموم القارة السمراء.