أقدم نواب ديمقراطيون الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021، على عرقلة مشروع قرار بتمويل تصل قيمته مليار دولار، كانت معدة لدعم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، في خطوة وصفت بالأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الوثيق بين واشنطن وتل أبيب.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وعد بتمويل نظام "القبة الحديدية" الصاروخي في أعقاب العدوان الأخير على قطاع غزة مايو/أيار 2021، والذي أظهرت فيه صواريخ المقاومة كفاءة عالية في تجاوز المنظومة وتحقيق إصابات مباشرة في المباني والأرواح.
بحسب مجلة "politicio" الأمريكية الثلاثاء، فقد واجه مشروع قانون التمويل عقبة في اللحظة الأخيرة بعد أن ثارت مجموعة من التقدميين في مجلس النواب بشأن المليار دولار المقدمة لتجديد نظام القبة الحديدية.
تشير المجلة إلى أن القادة الديمقراطيين أزالوا هذا البند من الإجراء قبل دقائق فقط من تصويت كان يعتبر إجرائياً.
الحادثة أعادت إلى الظهور الأزمة الداخلية التي يواجهها الحزب الديمقراطي بين تيار تقليدي داعم لإسرائيل، وآخر متقدم تقوده النائبة إلهان عمر وآخرون يميلون إلى سن الشباب ويصفون إسرائيل بدولة الاحتلال.
قال شخصان مطلعان على الأمر للمجلة إن مجموعة المعترضين على دعم القبة الحديدية ضمت ديمقراطيين دفعوا في وقت سابق من هذا العام لإلغاء صفقة بيع أسلحة لإسرائيل خلال عدوانها على غزة.
صحف إسرائيلية تداولت الخبر بشكل سريع، مشيرة إلى أن هذا الحدث يعد نادراً في تاريخ العلاقات بين تل أبيب وواشنطن.
تعهد أمريكي
وزير الدفاع أوستن سبق أن أكد خلال جلسة للكونغرس، مخاطباً لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، أن وزارة الدفاع وافقت على طلب المساعدة العسكرية في ميزانيتها لعام 2022، وأن الولايات المتحدة ستنظر في تحويل المبلغ الإجمالي المطلوب إلى إسرائيل بعد موافقة الكونغرس.
من جانبه، أكد جنرال الجيش الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في جلسة مجلس الشيوخ نفسها، أن إدارة بايدن ستطلب من الكونغرس الموافقة على ميزانية تجديد نظام القبة الحديدية.
ويوافق الكونغرس روتينياً على مبالغ كبيرة من التمويل العسكري لدولة تعتبر شريكاً قوياً للولايات المتحدة في منطقة غير مستقرة.
كان الرئيس جو بايدن قد تعهّد بتجديد مخزون إسرائيل من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، والمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة، في خطاب موجز ألقاه في البيت الأبيض، بعد وقت قصير من الإعلان عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء العدوان الذي استمر 11 يوماً الشهر الماضي.
فشل القبة الحديدية
يشار إلى أن المواجهة الأخيرة في قطاع غزة تميزت بقدرة المقاومة على إطلاق رشقات ضخمة من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، في محاولة لإرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، التي عادةً ما تعترض ما بين 85-95% من الصواريخ.
الرشقات الصاروخية للمقاومة تسببت هذه المرة في دمار كبير في مدن إسرائيلية كبرى، وكذلك أوقعت قتلى وجرحى.
يشار إلى أن القبة الحديدية الإسرائيلية هي منظومة دفاع جوي من تطوير شركة "أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة"، وشركة "الصناعات الفضائية الإسرائيلية"، بدعم مالي وفني من الولايات المتحدة، دخلت الخدمة لأول مرة عام 2011، وهي مصممة لاعتراض القذائف والصواريخ قصيرة المدى مثل تلك التي تُطلَق من غزة.
يقول المسؤولون الإسرائيليون وشركات الدفاع إنَّ المنظومة منعت آلاف الصواريخ والقذائف من إصابة أهدافها، بمعدل نجاح يتجاوز 90%.
لكنَّ بعض محللي الشؤون الدفاعية يشككون في هذه الأرقام، ويرون أنَّ الأرقام الإسرائيلية بخصوص الاعتراضات الناجحة غير موثوقة.
ومع أنَّ الأسلحة التي تستخدمها المقاومة كثيراً ما تكون بدائية ويفتقد الكثير منها إلى أنظمة التوجيه، فإنَّ أعدادها الهائلة وتكلفتها المنخفضة تمثل ميزة ضد القبة الحديدية.
فبحسب تقارير في الصحافة الإسرائيلية فإنَّه في حين قد يكلف الصاروخ مبلغاً ضئيلاً يصل إلى بضع مئات من الدولارات، يُكلِّف كل صاروخ اعتراضي في القبة الحديدية نحو 150 ألف دولار.