أصدرت محكمة في رواندا، الإثنين 20 سبتمبر/أيلول 2021، حكماً بإدانة بول روسيساباجينا، بتهم متعلقة بالإرهاب، وهو الرجل الذي أشيد ببطولته في فيلم من أفلام هوليوود، يتحدث عن الإبادة الجماعية في البلاد عام 1994.
القاضية بياتريس موكامورينزي، قالت إنه "يجب إدانتهم بالذنب لأنهم جزء من تلك الجماعة الإرهابية، هاجموا أشخاصاً في منازلهم وحتى في سياراتهم على الطريق".
كان الادعاء العام قد طالب بالحكم على روسيساباجينا بالسجن المؤبد، ويُعد الأخير معارضاً شرساً للرئيس بول كاجامي.
جرت محاكمة روسيساباجينا (67 عاماً)، مع عشرين آخرين، في العاصمة الرواندية كيغالي، من فبراير/شباط إلى يوليو/تموز الماضيين، وذلك لمساندته جبهة التحرير الوطنية المتمردة، والمتهمة بشن هجمات دامية في رواندا خلفت تسعة قتلى في 2018 و2019.
قاطع روسيساباجينا ومحاموه جلسات المحكمة منذ مارس/آذار، منددين بمحاكمة "سياسية" أمكن إجراؤها بعد "خطفه" الذي نظمته السلطات الرواندية.
قصة روسيساباجينا
كان روسيساباجينا مديراً لفندق رواندا، وأصبح بطلاً عالمياً بعد أن تحولت قصة شجاعته في إيواء أكثر من 1200 شخص وإنقاذهم من مذابح الميليشيات خلال الإبادة الجماعية عام 1994، إلى فيلم "فندق رواندا".
روى الفيلم قصة مدير الفندق الذي استخدم اتصالاته مع نخبة "الهوتو"، بالإضافة إلى تأمينه إمدادات الخمور والسيجار، لحماية مئات التوتسي من الميليشيات الهائجة، التي ذبحت نحو 800 ألف شخص في 100 يوم، إبان الحرب الأهلية الرواندية.
أصبح روسيساباجينا معارضاً صريحاً للرئيس الرواندي، كاغامي، الذي أنهت قواته المتمردة الإبادةَ الجماعية، وبات يحب النظر إلى نفسه على أنه المنقذ الوحيد لشعبه.
تشير صحيفة The Times البريطانية، إلى أن كاغامي، بعد سيطرته على البلاد، استثمر بكثافة في تنمية علاقاته مع قادة غربيين، لا سيما في المملكة المتحدة، وغالباً ما يُنظر إلى الدولة الجبلية الصغيرة على أنها نموذج للاستقرار والتقدم في إفريقيا.
إلا أن هذه الواجهة اللامعة تخفي وراءها، بحسب البعض، نظاماً استبدادياً لا يحتمل أي معارضة له، ويختفي بانتظام خصومه في الداخل والخارج.
تقول عائلة روسيساباجينا إنه تم اختطافه في 27 أغسطس/آب 2020، بعد وصوله إلى دبي لحضور اجتماعات، وللقاء كاهن بوروندي يُعرف باسم "الأسقف"، وتعتقد الأسرة الآن أن الأمر كان فخاً، كما أنه وبحسب التحقيقات التي أجرتها شركة Endless، فقد نُقل روسيساباجينا إلى طائرة خاصة مقيداً ومعصوب العينين.
بعد أربعة أيام، ظهر روسيساباجينا في العاصمة الرواندية، مكبلاً بالأصفاد، من قبل الحكومة التي قالت إنها اعتقلته عند وصوله، إلا أن ابنته كارين كاريمبا كذّبت رواية الحكومة، وقالت: "لقد صُدمنا جميعاً، لقد حجزت أنا تذاكر سفره، ولم تكن لديه أي نية للذهاب إلى رواندا، وهو لن يذهب إلى هناك طواعية".
كان روسيساباجينا قد غادر البلاد في عام 1996 بعد محاولة اغتيال، وفي البداية انتقلت العائلة إلى بروكسل، حيث واصل النظام، وفقاً لابنته، ملاحقته، لينتهي بهم المطاف بالانتقال إلى ولاية تكساس الأمريكية، حيث أصبحوا مقيمين دائمين في الولايات المتحدة، وإن لم تتوقف المضايقات هناك أيضاً.
عائلة روسيساباجينا كانت قد قالت إن السلطات الرواندية تريد إخضاعه لمحاكمة زائفة ليكون عبرة لغيره، مضيفةً: "الرسالة أنه إذا كان بإمكانهم الوصول إلى بول روسيساباجينا، فإنهم يمكنهم الوصول إلى أي شخص في العالم".
ينفي روسيساباجينا (67 عاماً) الاتهامات ويقول إنه تعرض للخطف من دبي هذا العام ليمثل للمحاكمة.