كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين منذر أبو أحمد أن الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، اللذين اعتقلتها قوات الاحتلال صباح الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، قد سبق أن تعرضا لإطلاق النار مرتين خلال عمليات البحث عنهما بعد نجاحهما مع أربعة آخرين بالفرار من سجن جلبوع قبل أكثر من 10 أيام.
المحامي منذر أبو أحمد أكد في تصريح صحفي عقب لقائه الأسير أيهم كممجي في معتقل الجلمة، أن عملية الاعتقال نُفِّذت بعد 15 إلى 20 دقيقة من انتقال الأسيرين كممجي وانفيعات إلى منزل شرقي جنين بعد أن تواجدا في مخيم جنين لأيام.
أوضح أبو أحمد أن الأسير أيهم في حالة صحية جيدة رغم أنه تعرض للضرب بعد اعتقاله، وقد خضع للتحقيق مباشرة بعد وصوله إلى معتقل الجلمة، مؤكداً أن أيهم بحاجة إلى أن يعرض على طبيب مختص؛ إذ إنه يعاني من آلام في صدره وكتفيه ورقبته.
وكشف المحامي أن الأسيرين أيهم ومناضل تعرضا لمحاولة تصفية حيث "أطلقت قوات الاحتلال النار عليهما مرتين خلال هروبهما"، موضحاً أن "أيهم تعرض لإطلاق نار في العفولة في اليوم الثاني من خروجه من السجن".
وأوضح أن أيهم، بعد إطلاق النار عليه قرب العفولة "اختبأ بين الأعشاب بينما مر الجندي من قربه، ووقف على رأسه ولكنه لم يره، بينما عثر جندي آخر على حقيبته وفيها أغراضه الخاصة، من ضمنها راديو وسجائر وملابس".
محاولة إطلاق النار الثانية التي تعرض لها أيهم "كانت عندما اقترب من منطقة التماس قرب محيط فتحة للجدار قرب سالم"، وأوضح أن أيهم اجتاز هذه الفتحة في الجدار للعبور إلى الضفة الغربية.
وعرض الأسيرين مساء الأحد على المحكمة الإسرائيلية لتمديد اعتقالهما، وسط توقعات بتشديد عقوبتهما.
وعن ظروف الاعتقال، قال إن "الأسير أيهم فكر بعدم توريط أي شخص في لحظة الاعتقال، كانت هذه النقطة الأهم لديه"، وأوضح أنه "انتقل إلى البيت الذي اعتُقل منه الساعة الثانية فجراً، وبعدها بنحو 15 دقيقة داهمت قوات الاحتلال المكان".
وكشف المحامي أن "الأسير كممجي وصل إلى جنين بعد ثلاثة أيام من تنفيذ عملية جلبوع، وأنه التقى بمناضل انفيعات بعد ستة أيام من تاريخ انتزاع الحرية".
اعتقال أبطال النفق
فجر الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
كان الأسرى الستة قد نجحوا، فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في الهروب من سجن جلبوع، الذي يُعتبر من أكثر السجون الإسرائيليّة تحصيناً، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة.
جنّدت إسرائيل كلّ أجهزتها الأمنيّة لمطاردة الأسرى الستّة، واعتقلت الشرطة الإسرائيليّة في بادئ الأمر اثنين منهم، هما يعقوب قادري المسجون منذ 14 عاماً، ومحمود العارضة أقدم المعتقلين الستّة، الذي أمضى 26 عاماً في السجن، والاثنان محكومان بالسجن مدى الحياة.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على زكريا الزبيدي، القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح في مخيّم جنين، الذي لا يزال غير محكوم عليه، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة، وقد أمضى منها 22 عاماً.
أثارت عمليّة الفرار موجة انتقادات في إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيليّة إلى اتّخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق وإعادة فحص كلّ السجون الإسرائيليّة التي تضمّ حوالي 4650 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 200 طفل وقاصر.