ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير لها، الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، أن باحثين طوروا عقاراً جديداً يسمى "أدافوسيرتيب" adavosertib أبدى فاعلية محتملة في مواجهة سرطان الأمعاء المستعصي على العلاج عن طريق التدخل الجراحي، وأظهر العقار نتائج واعدة في تجربة إكلينيكية اختبرت قدرته على إبطاء عملية تكاثر الخلايا السرطانية بين بعض المرضى المصابين بسرطان الأمعاء.
اختبرت التجربة مدى فاعلية العقار التجريبي الذي يأتي في هيئة حبوب يتعاطاها المريض يومياً عن طريق الفم، وما إذا كان بإمكانه تثبيط عملية تكاثر الخلايا السرطانية الذين يعانون الإصابة بأحد الأنواع العدوانية لسرطان الأمعاء، والذي يكون مستعصياً على التدخل الجراحي ولا يملك المرضى به سوى خيارات محدودة في مواجهته.
تفاصيل التجربة
أجرى الباحثون في التجربة مقارنة بين 44 مريضاً تناولوا عقار أدافوسيرتيب مع 25 مريضاً لم يتلقوا العقار، ووجدوا أن العقار أخَّر نمو الورم بنحو شهرين في المتوسط، بالإضافة إلى أن آثاره الجانبية قليلة نسبياً.
أبدى العقار فاعلية أكبر في 31 مريضاً يعانون الإصابة بأورام القولون المستقيمي، ما أدى إلى إطالة بقاء المرضى على قيد الحياة بوجه عام، وهو ما يعني أن المرضى يمكنهم العيش لفترة أطول.
في هذا السياق، تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة جيني سيليغمان، من جامعة ليدز البريطانية: "تظهر هذه النتائج بُشريات واعدة على أن عقار (أدافوسيرتيب) قد يكون فعالاً في تأخير نمو سرطان الأمعاء لدى بعض المرضى، وأن المرضى يمكنهم تحمُّله" دون أعراض جانبية خطيرة.
كما أضافت الدكتورة جيني: "تشتد أهمية هذه النتائج على وجه الخصوص؛ لأن هذا النوع من المرضى يشكل ثلث إجمالي مرضى سرطان الأمعاء، لكن في حين أن المرضى الآخرين بات لديهم علاجات مطوَّرة خصيصاً لأنواع الأورام الخاصة بهم، فإن هذه المجموعة ليس لديها حتى الآن سوى خيارات علاجية محدودة للغاية".
في حاجة للمزيد من الاختبارات
هذا ما يشدد عليه الخبراء من أجل تحديد ما إذا كان يطيل مدة البقاء على قيد الحياة للمرضى مقارنة بالعلاجات القياسية أم لا.
إذ أجريت اختبارات العقار على المرضى في فترات الراحة التالية لجلسات العلاج الكيميائي.
لكن الدراسة تجادل بأن عقار أدافوسيرتيب يمكن أن يفيد أيضاً المرضى الذين يعانون الإصابة بأنواع أخرى من سرطان الأمعاء، أو يمكن استخدامه جنباً إلى جنب مع العلاجات القياسية في برامج علاجية أخرى.
في المملكة المتحدة، يُشخَّص اكثر من 42 ألف شخص بالإصابة بسرطان الأمعاء كل عام، ويعد سرطان الأمعاء رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، وثاني أكثر أنواع السرطان تسبُّباً في الوفيات.
Focus4
جاءت الاختبارات ضمن تجربة تعاونية كبيرة بين عدة جهات ذات صلة في المملكة المتحدة تُسمى Focus4، وتهدف الاختبارات إلى استكشاف أفضل الطرق لمساعدة الأشخاص المصابين بسرطان الأمعاء العصي على التدخل الجراحي والذين تلقوا بالفعل بعض جلسات العلاج الكيميائي.
تقول البروفيسور لويز براون، وهي باحثة مشاركة في الدراسة من وحدة التجارب الإكلينيكية في جامعة كاليفورنيا والمسؤول الإحصائي لتجربة Focus4: "تنطوي النتائج التي أظهرتها تجارب العقار أدافوسيرتيب على أهمية كبيرة، وقد تمثل بصيص أمل للمرضى في هذه المجموعة من المصابين بسرطان الأمعاء".
يُشار إلى أن عقار أدافوسيرتيب يقتل الخلايا السرطانية عن طريق تثبيط البروتين الذي يساعد في تنظيم عملية انقسام الخلايا السرطانية في الورم.
وتضمنت الآثار الجانبية للعقار: التعب، والإسهال، وقلة العَدِلات (نوع من خلايا الدم البيضاء)، والغثيان، لكن هذه الآثار لم يحدث أي منها في أكثر من 11 % من المرضى.
تُجرى اختبارات Focus4 بتمويل من برنامج EME -الذي يقوم على شراكة من "مجلس البحوث الطبية" بالمملكة المتحدة (MRC) و"المعهد الوطني لأبحاث الصحة" (NIHR)- وتشرف على إدارتها وحدة التجارب الإكلينيكية بقسمِ البحوث الطبية التابع لكلية لندن الجامعية، بالتعاون مع جامعة أكسفورد وجامعة ليدز وجامعة كارديف.