أطلقت أكثر من 40 منظمة حقوق مدنية في أمريكا حملة لمقاطعة فنادق "Hilton" (هيلتون)، الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021، وذلك بعد أن بدا أن الشركة تخطط لبناء فندق في موقع مسجد هدمته السلطات الصينية بإقليم شينجيانغ، حيث تعاني أقلية الإيغور المسلمة من الاضطهاد والتعذيب.
المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، قال خلال مؤتمر صحفي أمام مقر شركة هيلتون في ولاية فرجينيا الأمريكية: "إنَّ البناء المُزمَع للفندق يسهم في القضاء على ثقافة وعقيدة مسلمي الإيغور"، حسبما نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021.
حملة مقاطعة
في حديثه أشار عوض إلى أن الجماعات الحقوقية "منحت شركة فنادق هيلتون أكثر من أربعة أشهر لإعادة التفكير، لكنَّها قررت تقديم الربح على القيم، لقد قررت وضع أرباحها قبل حقوق الإنسان".
أكد أن سياسة المقاطعة هي ما تفهمه الشركة، فهي تهتم بالأرباح فقط، قائلاً: "أنتم وأنا لدينا الخيار بخصوص الأماكن التي نذهب إليها أثناء سفرنا أو عقدنا لاجتماعات العمل أو إقامة الفعاليات أو حفلات الزفاف أو المآدب".
ووفقاً لبحث أجراه "معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي"، دُمِّرَ نحو 16 ألف مسجد في 900 موقع بإقليم شينجيانغ جزئياً أو كلياً بين عامي 2017 و2020.
كما أُزيلَت المآذن من المساجد، وهُدِمَ بعضها تماماً في المنطقة، التي تراقبها الصين عن كثب. وتأكد هذا الدمار من خلال تقارير على الأرض وصور مقارنة بالأقمار الصناعية من سنوات سابقة حتى الآن.
فيما دعت لجنة في الكونغرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في يوليو/تموز 2021، شركة هيلتون إلى عدم السماح بربط اسمها بالمشروع.
موقف الشركة
من جانبه، قال متحدث باسم الشركة لموقع Middle East Eye البريطاني، إن "شركة هيلتون لا تناقش تفاصيل اتفاقيات عملها علانيةً، لكن يمكننا تأكيد أنَّ مجموعة مِلكية صينية مستقلة اشترت في عام 2019، قطعة أرض شاغرة عن طريق المزاد العلني، ولديها خطط للتطوير التجاري لها، بما في ذلك إقامة فندق. وشركة هيلتون لم تشترك في اختيار الموقع".
تتهم المجموعات الحقوقية منذ سنوات، الحكومة الصينية بالشروع في حملة ضد الأقلية المسلمة. واحتُجِزَ أكثر من مليون مسلم إيغوري بمعسكرات؛ في محاولة لاقتلاع العادات الإسلامية.
اعتُقِل الإيغور الذين يُظهِرون تمسكاً بالقيم الإسلامية، وضمن ذلك الصلاة أو الصوم أو الامتناع عن تناول الكحول أو إطلاق اللحى أو ارتداء اللباس الإسلامي.
وصفت صحيفة The New York Times الأمريكية، الأوضاع في شينجيانغ بأنَّها "قفص فعلي".
يحد إقليم شينجيانغ كل من قرغيزستان وكازاخستان ومنغوليا، ويخضع للسيطرة الصينية منذ عام 1949، فيما ترفض بكين الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية أو انتهاكات لحقوق الإنسان.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في أواخر أيام إدارة ترامب، أنَّ الحكومة الصينية ترتكب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من خلال القمع واسع النطاق للإيغور والأقليات العرقية المسلمة الأخرى.
لكن بدا خلال لقاء مع شبكة CNN الأمريكية في فبراير/شباط الماضي، أنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقلل من أهمية معاملة الصين للإيغور، قائلاً إنَّ هناك "معايير مختلفة ثقافياً" في كل بلد.