كشف تقرير جديد أنَّ ظروف الفنادق التي تستخدمها وزارة الداخلية البريطانية لإيواء طالبي اللجوء أثناء وباء "كوفيد-19" تشبه مراكز الاحتجاز، وغالباً ما تكون الإقامة دون المستوى وحتى غير آمنة أحياناً، وفقا لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021.
جاء التقرير بعنوان "البيئة الآمنة: التحقيق في استخدام مراكز الإقامة المؤقتة لإيواء طالبي اللجوء أثناء تفشي كوفيد-19″، وأعدّه أكاديميون من جامعة إدنبره نابير بالشراكة مع المنظمة الأهلية Migrants Organising for Rights and Empowerment، ليسلط الضوء على تجارب اللاجئين في الفنادق وأماكن الإقامة المماثلة، وذلك بعد أن قدّم أكثر من 50 طالب لجوء في غلاسكو معلومات للبحث.
تدهورت صحتهم العقلية والنفسية
على الرغم من أنَّ السلطة المحلية لديها أكبر عدد من طالبي اللجوء المشتتين في المملكة المتحدة، فإن تجارب هؤلاء اللاجئين تشبه إلى حد كبير، الفنادق وأماكن الإقامة الطارئة الأخرى في البلدات والمدن الأخرى مثل ثكنات نابير في فولكستون.
إذ وثق المحامون والمنظمات غير الحكومية تدهوراً في الصحة العقلية والبدنية لطالبي اللجوء نتيجة لقضاء فترات طويلة بهذه المآوي.
في بداية الوباء، زادت وزارة الداخلية من استخدامها للفنادق بمعدل عشرة أضعاف تقريباً من 1200 في مارس/آذار 2020 إلى 9500 بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2020. وكان السبب هو الحد من انتشار فيروس "كوفيد-19" وخلق "بيئة آمنة" لطالبي اللجوء.
ظروف صعبة جداً ومآسٍ إنسانية
هذا التقرير يسلط الضوء كذلك على مشكلات الأشخاص الذين فقدوا مدفوعاتهم النقدية التي يحتاجونها لشراء الطعام والضروريات الأخرى في مساكنهم السابقة التابعة لوزارة الداخلية، التي غالباً ما كانت منازل مشتركة، عندما نُقِلوا إلى الفنادق.
إضافة إلى وجود عدد قليل من مرافق الطهي في الفنادق وفرض قيود على تنقّل اللاجئين وزيارات الأصدقاء.
كما أُخبِر أحد الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات، بأنَّ وزارة الداخلية يمكنها أن تقرر ترحيلهم إذا رفضوا الذهاب إلى سكن الطوارئ الجديد، وقيل لآخر إنَّ لديه كثيراً من الأمتعة بالنسبة لشخص معدم.
فيما أُثيرَت مخاوف خاصة بشأن وحدة الأم والطفل في غلاسكو التي تُستخدَم لاستيعاب أكثر من 20 امرأة من طالبات اللجوء إما حاملات وإما أنجبن حديثاً.
إذ انتقدت النساء المساحات المكتظة والظروف غير الآمنة في الوحدة التي افتُتِحَت في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقلن إنه من المستحيل عزل المطابخ الصغيرة لسلامة الأطفال، إضافة إلى أنه لا يوجد مكان للجلوس والرضاعة بشكل مريح وأنه يتعيّن ثني أحواض تحميم الأطفال لإدخالها في أماكن الاستحمام.
وقالت إحدى اللاجئات: "أنا أطول حتى من السرير. عليّ الانكماش لأتمكن من النوم".
موقف الحكومة البريطانية
من جانبه، قال جيريمي بلوم، المحامي في مكتب Duncan Lewis Solicitors للمحاماة، الذي رفع طعوناً قانونية ضد ظروف الإقامة في تلك الفنادق: "تتناغم نتائج هذا التقرير إلى حد كبير مع ما نراه على أرض الواقع. لقد رأيت أنَّ سوء نوعية أماكن السكن سبب مباشر لمحاولات الانتحار من قبل طالبي اللجوء، الذين غالباً ما يكونون عرضة للخطر ويعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وأمراض نفسية أخرى".
على الجانب الآخر، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "يحتوي التقرير المعني على عدد من الأخطاء الواقعية، ويستند إلى حجم عينة محدود ولم يُطلب من وزارة الداخلية تقديم أي دليل أو مُدخلات مباشرة في التقرير".
كما أوضح أنه "خلال ذروة الوباء غير المسبوق، كان من الضروري توفير أماكن إقامة إضافية في غضون مهلة قصيرة للغاية، لضمان عدم ترك طالبي اللجوء مُعدَمين".