كشفت بيانات حديثة صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، أنَّ الأمريكيين الذين هاجروا إلى إسرائيل في العام الماضي كانوا أكثر ميلاً للانتقال إلى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة مقارنة بالمهاجرين من أية دولة أخرى، ويبلغ عددهم 191 شخصاً من إجمالي 2296 مهاجراً خاضوا رحلة "عليا"، وهو مصطلح عبري يشير إلى انتقال اليهود إلى إسرائيل.
حسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، فإن هذه الإحصائيات توضح أن هؤلاء الأمريكيين انتقلوا في العام الماضي، إلى المستوطنات المبنية على الخط الأخضر، وهو الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967.
يمثل هذا أكثر من 8% من مواطني الولايات المتحدة الذين هاجروا إلى إسرائيل في 2020، مقارنة بأقل من 3% من الذين هاجروا من فرنسا، وأقل من 2% من القادمين من روسيا وأوكرانيا الذين انتقلوا إلى مستوطنات الضفة الغربية.
بينما شكّل الأمريكيون ما يزيد قليلاً على 10% من جميع الوافدين الجدد إلى البلاد العام الماضي، كانت حصتهم بين أولئك الذين اختاروا الاستقرار في الضفة الغربية ما يقرب من الثلث.
كانت الهيمنة الساحقة للأمريكيين الذين ينتقلون إلى الضفة الغربية من بين المهاجرين واضحة في السنوات السابقة أيضاً، ولا تُعَد هذه ظاهرة مفاجئة بالنظر إلى أنَّ كثيراً منهم أرثوذكس ويميلون إلى تبني وجهات النظر اليمين. وتتعاقد الوكالة اليهودية من الباطن مع Nefesh b'Nefesh، وهي منظمة خاصة للتعامل مع لوجستيات الهجرة من أمريكا الشمالية.
كما يتضح من موقعها على الإنترنت، تشجع منظمة Nefesh b'Nefesh بنشاطٍ الأمريكيين على الاستقرار في الضفة الغربية. ونحو ربع المجتمعات التي يركز عليها موقع المنظمة على الإنترنت تقع فوق الخط الأخضر، من بينها أفرات ومعاليه أدوميم وإلكانا. ومع ذلك، لا يذكر الموقع حقيقة أنَّ هذه الأماكن ليست جزءاً من إسرائيل.
وجاء معظم نمو السكان اليهود بالضفة الغربية في السنوات الأخيرة من معدلات الولادة المرتفعة وليس الهجرة؛ مما يشير إلى أنَّ الاتجاه بين الأمريكيين استثنائي.
إلى جانب ذلك، تُظهر أرقام دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية أنَّ القدس المحتلة كانت إلى حد بعيد، الوجهة الأكثر شعبية للمهاجرين الأمريكيين في عام 2020، تليها بهامش كبيرٍ مستوطنة بيت شيمش، التي تقع غرب المدينة. كما كانت القدس المحتلة الوجهةَ الأكثر شعبية للمهاجرين من فرنسا، ثم مستوطنة نتانيا في المرتبة الثانية.
على النقيض من ذلك، لم تكن القدس المحتلة تحظى بشعبية على الإطلاق بين القادمين الجدد من الاتحاد السوفييتي السابق؛ فقد كانت تل أبيب الوجهة الأولى للقادمين من روسيا، وحيفا للقادمين من أوكرانيا.