قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد تعهد خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بأن مصر ستعمل على منع إطلاق الصواريخ من غزة، فيما طالب الأخير السيسي بمنع تعاظم قوة حماس، من خلال رفع مستوى المراقبة على معبر رفح البري.
كان نفتالي بينيت قد حل ضيفاً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي لمصر منذ ما يقارب 10 سنوات، تُوجت باجتماع شرم الشيخ بين الطرفين استمر 3 ساعات ووصفه بينيت بـ"المهم جداً والجيد للغاية"، فيما قال بيان الرئاسة المصرية إن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط وجهود التهدئة وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
التضييق على قطاع غزة
قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية أوردت في تقرير لها، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت تحدثا خلال لقائهما، حول عدة قضايا مركزية وإقليمية ضمت إيران وتركيا وليبيا والقضية الفلسطينية.
بحسب مصادر القناة، فإن السيسي و"بينت" تحدثا عن الوضع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من السيسي إيقاف تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية، وحركة حماس، وذلك من خلال رفع مستوى الرقابة في معبر رفح البري، المنفذ الوحيد للقطاع على مصر والخارج.
القناة أشارت إلى أن الحديث جرى كذلك عن قضية جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، إذ أكدت حضور منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، يارون بلوم، الاجتماع.
أما قناة 13 الإسرائيلية فقد قالت إن السيسي أبلغ بينيت أن مصر ستعمل على منع إطلاق الصواريخ من غزة.
من جانبه، وصف المتحدث باسم بينيت، متان سيدي، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اللقاء بين السيسي وبينيت بـ"الدافئ"، مشيراً إلى أن اللقاء الثنائي امتد لنحو 3 ساعات.
"لقاء مهم وجيد للغاية"
رئيس وزراء الاحتلال وصف اللقاء، عقب نهايته، بالـ"مهم جداً وجيد للغاية"، كما أضاف: "وضعنا الأساس لتعميق الروابط وتعزيز مصالح بلادنا".
أضاف بينيت: "إسرائيل تنفتح على دول المنطقة، والأساس لهذا هو السلام بين إسرائيل ومصر، لذلك على الجانبين الاستثمار في تعزيز هذه العلاقة، وقد فعلنا ذلك اليوم".
من جانبها، قالت الرئاسة المصرية إن "جلسة مباحثات ثنائية عُقدت بين الجانبين، تم خلالها بحث تطورات العلاقات في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وفقاً لبيان الرئاسة فقد "أكد السيسي دعم مصر لكافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة".
كما أشار البيان إلى أن السيسي أشار خلال اللقاء إلى "أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
الأول منذ 10 سنوات
وشارك في الاجتماع كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية ومستشارته السياسية شيمريت مئير، والسفيرة الإسرائيلية في القاهرة.
يُعقد اللقاء بشرم الشيخ في وقت ارتفع فيه مستوى التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة، إثر غارات إسرائيلية وإطلاق قذائف صاروخية من القطاع، وتتوسط مصر بين الجانبين في موضوع إعادة الإعمار بالقطاع، في الوقت الذي تصر فيه تل أبيب على إفراج المقاومة عن جنودها المحتجزين كشرط لإعادة الإعمار ورفع الحصار، فيما تطالب المقاومة بصفقة تبادل أسرى.
ويعد اللقاء هو الأول بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ أن تولى الأخير مهام منصبه في يونيو/حزيران الماضي.
كما أنها تعد أيضاً الزيارة الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية لمصر منذ 10 سنوات، إذ كانت آخر زيارة أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، لمصر في يناير/كانون الثاني، قبل أيام على اندلاع ثورة 2011.
في 18 أغسطس/آب الماضي، التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، رئيسَ الوزراء الإسرائيلي، في تل أبيب، ووجّه إلى الأخير خلال اللقاء، دعوة رسمية باسم السيسي، لزيارة القاهرة.