قال طيار لرويترز يوم الأحد 12 سبتمبر/أيلول 2021 إن الطيارين الأفغان الذين دربتهم الولايات المتحدة وغيرهم من الأفراد الذين فروا إلى أوزبكستان واحتُجزوا في معسكر أوزبكي منذ شهر تقريباً بدأوا مغادرة البلاد.
حيث قال الطيار، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذه المجموعة ستتوجه في البداية على الأقل إلى الإمارات. وغادر هؤلاء الأشخاص بموجب اتفاق أمريكي جاء رغم ضغوط طالبان من أجل عودة الطيارين والطائرات.
تخوفات لدى الطيارين
كانت رويترز قد كشفت في وقت سابق عن التوتر في المعسكر الأوزبكي مع تخوف الطيارين الأفغان من إعادتهم إلى أفغانستان وقيام طالبان بقتلهم. وتقول طالبان إنها لن تقوم بعمليات قتل انتقامية بعد السيطرة على البلاد في أغسطس/آب.
في سياق متصل تأتي هذه التطورات في الوقت الذي قالت فيه قناة الجزيرة القطرية يوم الأحد إن وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني زار العاصمة الأفغانية كابول والتقى برئيس الحكومة الذي عيَّنته طالبان الملا محمد حسن آخوند.
حيث تعد قطر إحدى أكثر الدول نفوذاً على حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان الشهر الماضي مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد 20 عاماً.
كما لعبت قطر دوراً حيوياً في الجسر الجوي الضخم الذي قادته الولايات المتحدة الشهر الماضي لإجلاء أمريكيين ومواطنين غربيين آخرين وأفغان ساعدوا الدول الغربية، من أفغانستان.
إعدام سياسي
جنباً إلى جنب، فقد أعدمت حركة طالبان الأخ الشقيق لأمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني السابق الذي أصبح واحداً من قادة قوات المعارضة المناهضة لطالبان في وادي بنجشير، وذلك وفقاً لما ذكره ابن أخيه اليوم الجمعة.
جاءت أنباء مقتل روح الله عزيزي شقيق صالح بعد أيام من سيطرة مسلحي طالبان على مركز إقليم بنجشير، وهو آخر إقليم صامد ضد الحركة في البلاد.
ففي رسالة نصية إلى رويترز، كتب عباد الله صالح: "أعدموا عمي.. قتلوه بالأمس ولا يسمحون لنا بدفنه. ظلوا يقولون إن جسده يجب أن يتعفن".
في المقابل قال الجهاز الإعلامي "الإمارة" التابع لطالبان والناطق باللغة الأردية إنه "وفقاً للتقارير" فإن روح الله لقي مصرعه خلال القتال في بنجشير.
يذكر أن صالح، وهو قائد سابق للمديرية الوطنية للأمن وهي جهاز مخابرات الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة من الغرب وانهارت الشهر الماضي، طليق رغم أن مكانه الدقيق لا يزال غير واضح.
مواصلة الحرب ضد طالبان
كانت جبهة المقاومة الوطنية في أفغانستان، التي تضم قوات من المعارضة موالية للزعيم المحلي في الإقليم أحمد مسعود، قد تعهدت بمواصلة مناوأة طالبان حتى بعد سقوط بازاراك عاصمة الإقليم.
من ناحية أخرى فقد سبق أن قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن تعامل حركة طالبان مع المسيرات السلمية في أفغانستان أصبح يتسم بالعنف على نحو متزايد مع استخدامها الذخيرة الحية والهراوات والسياط؛ وهو ما أسفر عن مقتل أربعة محتجين على الأقل.
حيث تمثل الاحتجاجات والمظاهرات، التي تقودها نساء غالباً، تحدياً لحكومة طالبان الإسلامية الجديدة، في وقت تسعى فيه الحركة إلى تعزيز سلطتها بعد استيلائها على العاصمة كابول منذ قرابة شهر.
من جانبها قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب في إفادة في جنيف: "شهدنا رد فعل من طالبان كان شديداً للأسف". وأضافت أن الأمم المتحدة سجلت مقتل أربعة محتجين بالرصاص.
رغم ذلك قالت المتحدثة إن بعض حوادث القتل أو كلها ربما نتج عن محاولات تفريق المتظاهرين بإطلاق النار. وأضافت أن الأمم المتحدة تلقت أيضاً تقارير عن عمليات تفتيش للمنازل بحثاً عن المشاركين في الاحتجاجات. ومضت تقول إن الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات يواجهون ترهيباً أيضاً.