قال مصدر عسكري يمني، السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، إن استهداف جماعة الحوثي لميناء "المخا" بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن تسبب في أضرار كبيرة لمخازن الإغاثة الإنسانية، دون وقوع خسائر بشرية.
جاء ذلك على لسان العقيد وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي (تابعة للحكومة).
صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل، أظهرت دماراً كبيراً في المواد الغذائية المخزنة بالمستودعات، في الوقت الذي يعاني فيه اليمن بشكل عام، من مجاعة ونقص كبير في الغذاء.
كان الحوثيون قد نفذوا هجوماً على ميناء المخا بأربعة صواريخ وثلاث طائرات مسيّرة، وفق بيان صادر عن الإعلام العسكري للجيش اليمني.
وقال الدبيش إن "استهداف جماعة الحوثي لميناء المخا لم يخلف أي خسائر بشرية، لكنه أحدث أضراراًً بالغة في مخازن المساعدات الإغاثية".
أردف قائلاً: "تسبب القصف في احتراق مخازن الإغاثة الإنسانية، المحتوية على عشرات الآلاف من السلال الغذائية التي كانت في طريقها للتوزيع على الأسر الفقيرة".
كما أشار أن "قوات الجيش تمكنت من إسقاط طائرتين من مجموع الطائرات الثلاث المهاجمة"، دون مزيد من التوضيحات.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان، أن الهجوم "تحدٍّ صارخ لكل الجهود الدولية والأممية الرامية لتخفيف الأزمة الإنسانية وإنهاء الحرب في اليمن".
وأضاف البيان: "هذا الهجوم على منشأة مدنية ما كان ليحدث لولا إفلات هذه الميليشيا المتمردة من العقاب على جرائمها المتكررة بحق الشعب"، فيما لم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق حول هذه الاتهامات.
مجاعة في اليمن
يتقاسم الجيش والحوثيون السيطرة على تعز، ذات الكثافة السكانية الأكبر في اليمن، فيما تسيطر قوات "طارق صالح" المدعومة إماراتياً على مدينة المخا (المنفذ البحري للمحافظة) ومينائها منذ سنوات.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بالتحالف العربي، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن الذي يتولى الآن منصب وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث: "يوجد اليوم نحو 5 ملايين شخص على بُعد خطوة واحدة من الخضوع للمجاعة والأمراض التي تصاحبها. ويوجد 10 ملايين آخرين وراءهم تماماً".
ووفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمتي "مواطنة لحقوق الإنسان" و"شراكة الالتزام بالحقوق العالمية" الدولية، فإنَّ كل أطراف الصراع مذنبة باستخدام الغذاء والمياه باعتبارهما سلاحين، وترتكب أثناء ذلك جرائم حرب بحق السكان المدنيين.
حيث وثَّق نشطاء حقوق الإنسان المستقلون الذين يحظون بالاحترام في تقريرهم "صُنَّاع الجوع"، كيف انخرط التحالف السعودي في هجمات ممنهجة على المزارع ومراكب الصيد وأنظمة المياه. ويُظهِرون أيضاً كيف أعاق الحوثيون إيصال المساعدات وحالوا بين السكان ومصادر غذائهم ووظائفهم من خلال الاستخدام الواسع للألغام في المناطق المدنية.
وكانت هناك تقارير متفرقة بشأن هذه الأساليب على مدار السنوات، لكنَّ هذا التفصيل الأخير يؤكد الروايات السابقة ويربطها ببعضها ليُحدِّد أنماط الجرائم المرتكبة بحق السكان المدنيين. وكما جاء في الملخص التنفيذي للتقرير: "حرمت أطراف النزاع في اليمن المدنيين من الأعيان والمواد الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، ما أدى إلى تجويعهم، في بعض الحالات، حتى الموت".