في كلمة مؤثرة بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أعرب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة 10 سبتمبر/أيلول 2021، عن أمله في وقف انهيار الأوضاع بلبنان وإعادة الرخاء للبلاد.
بعد توقيع مرسوم مع الرئيس ميشال عون لتشكيل حكومة جديدة، قال نجيب ميقاتي الذي غالبته الدموع في مؤتمر صحفي، إن الوضع في البلاد "صعب كثيراً"، مضيفاً أنه لم تتبقَّ احتياطيات للدعم وعلى الجميع أن "يشدوا الأحزمة".
يأتي ذلك بعد أن اتفق الزعماء اللبنانيون، الجمعة، على تشكيل حكومة جديدة بعد عام من التناحر السياسي بشأن الحقائب الوزارية، تسبب في تفاقم الأزمة السياسية. وتفتح الخطوة الباب أمام استئناف محتمل للمحادثات مع صندوق النقد الدولي.
قالت مصادر سياسية بارزة في لبنان، إن الانفراجة جاءت بعد سلسلة من الاتصالات من فرنسا التي قادت جهود التوافق بين الزعماء المنقسمين في البلاد لبدء إصلاحات.
أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية
الأزمة هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها في لبنان من عام 1975 إلى 1990، وأثارت قلقاً متزايداً لدى الغرب وتحذيرات من حدوث الأسوأ، ودفعت ثلاثة أرباع سكان البلاد إلى الفقر.
الأزمة التي بلغت ذروتها في أواخر عام 2019، تنبع من عقود من الفساد في الدولة والتمويل غير المستدام.
تفاقم الوضع المتدهور بالبلاد بشكل كبير في أغسطس/آب، عندما أعلن البنك المركزي أنه لم يعد بإمكانه تمويل واردات الوقود بأسعار الصرف المدعومة.
تسبب نقص الوقود في توقف عجلة الحياة الشهر الماضي، وأدى الى حصول العديد من الحوادث الأمنية، مما أثار قلق الغرب بشأن الوضع في لبنان.
24 وزيراً في حكومة نجيب ميقاتي
في وقت سابق، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، وهو سُني، والرئيس ميشال عون، وهو مسيحي ماروني، وقعا مرسوماً بتشكيل الحكومة بحضور رئيس البرلمان نبيه بري وهو شيعي.
عُيّن يوسف خليل، المسؤول الكبير بمصرف لبنان ومساعد حاكم المصرف رياض سلامة، وزيراً للمالية في التشكيل الحكومي الجديد المقترح.
من المتوقع أن تضم الحكومة الجديدة، مثلما ضمت حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها حسان دياب، وزراء اختصاصيين ليسوا من الوجوه السياسية المعروفة لكن ترشحهم أحزاب رئيسية.
فيما توقعت مصادر أن تشارك جماعة حزب الله الشيعية، التي تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح والحليف السياسي لعون والتي تضعها واشنطن على لوائح الإرهاب، بوزيرين من أصل 24 وزيراً.