في بادرة شكر لهم لقاء الخدمات التي أدّوها خلال أزمة فيروس كورونا، أعلنت الحكومة الفرنسية، الخميس 9 سبتمبر/أيلول 2021، منحها الجنسية الفرنسية لأكثر من 12 ألف أجنبي من العاملين بالخطوط الأمامية لمكافحة كورونا.
إذ قالت مارلين شيايا وكيلة وزارة الداخلية المسؤولة عن الجنسية، إن 16 ألف شخص تقدموا بطلبات لنيل جواز السفر الفرنسي، العام الماضي، بموجب برنامج خاص يسمح للعاملين في الخدمات الأساسية بالتقدم بعد قضائهم عامين في البلاد بدلاً من الأعوام الخمسة المطلوبة.
أضافت أن 12.012 من هؤلاء أصبحوا الآن مواطنين فرنسيين، ومن بين العاملين الآخرين المؤهلين للتقدم بطلبات للحصول على الجنسية الفرنسية وفق هذا البرنامج، عمال النظافة ومقدمو الرعاية المنزلية والمربيات.
"كانوا هناك لأجل الوطن"
كما قالت شيايا في بيان، إن "هؤلاء الذين عمِلوا في المواقع الأمامية كانوا هناك لأجل الوطن. ومن الطبيعي أن يقوم الوطن ببادرة تجاههم".
كانت وزارة الداخلية الفرنسية دعت في سبتمبر/أيلول 2020، أولئك العاملين الذين "أسهموا بفاعلية" في مكافحة أزمة كورونا، إلى التقدم بطلبٍ للحصول على الجنسية الفرنسية في مسار أسرع من المعتاد.
قالت شيابا، الخميس 9 سبتمبر/أيلول، إن 16381 شخصاً تقدموا للحصول على الجنسية، ووافقت السلطات على 12012 طلباً.
أعلنت الوزيرة أن القائمة شملت مهنيين في مجال الصحة، وعاملين بقطاعي الأمن والنظافة، ومشاركين في رعاية أطفال العاملين الأساسيين، وعمال المساعدة المنزلية، وجامعي القمامة.
أحد الحاصلين على الجنسية الفرنسية السريعة يُدعى جون سبيسي، وهو بريطاني، تقول الوزارة إنه "أحد الذين أثبتوا التزامهم قيم الجمهورية".
يعيش سبيسي بإقليم كروز في وسط فرنسا ويعمل لصالح منظمة تقدِّم الرعاية المنزلية لكبار السن. وسبق أن صرَّح لصحيفة محلية في وقت سابق من هذا العام، بالقول: "إنه لَشرف عظيم حقاً أن تحصل على هذه الجنسية".
امتيازات أخرى للعاملين
قال سبيسي: "أحسنت فرنسا معاملتي منذ وصولي ومنحتني فرصاً لم أكن أحلم بها قط، قبل الخروج من قطار اليوروستار [بين إنجلترا وفرنسا] في عام 2016. لديَّ منزل خاص بي وعلاقة رائعة وسيارة بيجو 106، عمرها 20 عاماً، ودراجة نارية يزيد عمرها على 40 عاماً، والوظيفة الأكثر إرضاءً في العالم، ومستقبل مشرق للغاية".
أضاف: "قريباً، سيكون بإمكاني التصويت، وأستعيد حريتي في الذهاب بسهولة إلى أي مكان، وسأشعر أخيراً بأنني أوروبي حقاً مرة أخرى، وأشعر بالاندماج الكامل أخيراً في الأمة التي أصبحت بالفعل أحبها كأنها بلدي الأم".
يُذكر أن موظفي المستشفيات والعاملين بدور رعاية المسنين الفرنسية كانوا قد حصلوا في أبريل/نيسان 2020، على مكافآت معفاة من الضرائب تتراوح بين 1000 و1500 يورو منحةً من الحكومة، ونوعاً من الشكر على مجهوداتهم خلال أزمة كورونا.
في أغسطس/آب 2020، حصل 320 ألف عامل بقطاع الرعاية المنزلية في فرنسا على مكافآت تصل إلى 1000 يورو.