كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول 2021، تفاصيل جديدة عن عملية "نفق الحرية" التي قام بها 6 أسرى فلسطين، وتمكنوا من خلالها من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي.
قناة 12 الإسرائيلية قالت إن عناصر من شرطة الاحتلال عثروا على "مجرفة" في المكان، مضيفة: "هذه الآلة الكبيرة بالطبع قاموا بتهريبها لغرفتهم، يجب فحص كيف نجحوا في تهريبها للسجن"، إذ أثار العثور على المجرفة ارتباك تل أبيب وشكوكاً حول تعاون عناصر من قوات الاحتلال مع الأسرى.
كما تساءلت القناة الإسرائيلية عن الفراغات التي ظهرت تحت السجن، والتي استغلها الأسرى للهروب منه قائلة: كيف لم يتم التعامل مع الفشل الهندسي في بناء السجن؟ وأضافت القناة: "هل قام الأسرى في هذه المرة باستخدام نفس هذا الفراغ للهروب من السجن؟ طوال فترة حفر النفق كان يجب أن يأتي السجانون للبحث في الحمام أيضاً، وهذا لم يحدث".
كما أشارت القناة الإسرائيلية إلى وجود الأسرى في نفس المكان، قائلة كيف يتم وضعهم في نفس الغرفة، إذ إنه كان من المفترض أن تقوم مصلحة السجون بالفصل بينهم، حسب أقوالها، كما استغربت القناة من كيفية عدم قيام حراس السجن برصد الأسرى عبر الكاميرات وهم يخرجون من فتحة النفق"، مشيرة إلى أن الحارسة التي كانت في برج الحراسة كانت نائمة.
خطة هروب الأسرى الفلسطينيين
يأتي هذا بعد أن أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، عن فرار 6 أسرى، فيما قالت الشرطة إنها باشرت، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية، بـ"عملية تفتيش وبحث عن الأسرى".
موقع "تايمز أوف إسرائيل" قال إنه قبل يوم من تنفيذ الخطة، طلب زكريا الزبيدي، أكبر سجناء المجموعة الهاربة سناً، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، بحسب ما أفادت به القناة 12، مضيفة أنه تمت الموافقة على الطلب من دون إثارة أية تساؤلات.
عادة ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتمائهم التنظيمي، لكن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات استخبارية عن خطة هروب، بحسب القناة.
قال قائد مصلحة السجون الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، أريك يعقوب، إن الهاربين حفروا نفقاً على ما يبدو في أرضية مرحاض زنزانتهم للوصول إلى السراديب التي تكونت نتيجة إنشاء السجن.
تشير "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن طريقة هروب الأسرى الفلسطينيين تشبه بشكل كبير خطة ظهرت في برنامج تلفزيوني أذيع في رمضان عام 2014 على قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وتضمنت هذه المؤامرة هروب ستة سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي من نفق حفروه من حمام زنزانتهم.
تشير القناة إلى أنه ربما تمكن السجناء من الهرب بالاستفادة من تصميم هندسي لسجن جلبوع كان متاحاً على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة المعمارية التي صممت الموقع، حسبما ذكرت وسائل إعلام مساء الإثنين.
الحفرة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحارس كان غارقاً في النوم ولم يلحظ أنهم يفرون، وفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل".
يعتقد محققون في قضية هروب الأسرى الفلسطينيين أنه بعد الخروج من السجن، غيّر الهاربون ملابسهم بسرعة، قبل أن ينطلقوا بسرعة بعيداً عن السجن، حيث كانت تنتظرهم سيارة. وذكرت القناة 12 أن المجموعة تفرقت هناك، ولم يدخل جميع السجناء السيارة.
في مرحلة ما قبل وصولهم إلى السيارة، اكتشف سائق سيارة أجرة بعضهم في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة.
رجّحت القناة استخدام الهاربين هواتف محمولة مهربة، لأنه رغم تشغيل نظام جديد في السجن يمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قِبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله أبداً.