زعمت والدة رجل سريلانكي نفّذ عملية طعن في مركز تسوق في نيوزيلندا، السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021، أنه تعرّض لـ"غسيل دماغ" على يد جيرانه العرب، المنحدرين من الشرق الأوسط.
حيث تحدثت فريدة إسماعيل إلى قناة تلفزيونية محلية عن قضية ابنها، في الوقت الذي وعدت فيه الحكومة السريلانكية بالعمل مع السلطات النيوزيلندية للتحقيق في اعتداء الجمعة، وذلك وفق تقرير لوكالة فرانس برس، الأحد 5 سبتمبر/أيلول 2021.
حادث طعن
كان أحمد عادل محمد شمس الدين، الذي قُتل برصاص الشرطة بعد طعنه سبعة أشخاص، مدرجاً على لائحة مراقبة الإرهاب، ويخضع لمراقبة الأجهزة الأمنية. وأشارت السلطات النيوزيلندية إلى أن الجاني استمد إلهامه لتنفيذ الاعتداء من تنظيم الدولة، المعروف باسم داعش.
في المقابل اتهمت والدة شمس الدين جيرانه الذين قالت إنهم من سوريا والعراق بدفع نجلها للجنوح إلى التطرف، وذلك في مقابلة مع شبكة "هيرو تي في" من منزلها في كاتانكودي، التي تقع على بعد 330 كيلومتراً شرق كولومبو.
كما أشارت إلى أن شمس الدين أصيب في خريف عام 2016، لافتة إلى أن الجيران الذين لم تذكر أسماءهم انتهزوا هذه الفرصة للتأثير عليه، فقد كانوا "الوحيدين الذين ساعدوه في فترة تعافيه"، على حد قولها.
أضافت أن "هؤلاء الجيران من سوريا والعراق هم من غسلوا دماغه"، وأن ابنها بدأ في نشر آراء متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تواصله مع جيرانه. وأردفت "علمنا أن تغييراً طرأ عليه، التغيير بدأ بعد أن غادر البلاد" واستقر في نيوزيلندا عام 2011.
مدينة من المسلمين
يذكر أن كاتانكودي مدينة ذات غالبية مسلمة في شرقي سريلانكا، كانت معقلاً لبعض المهاجمين الذين نفذوا تفجيرات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق يوم أحد الفصح، عام 2019، أسفرت عن سقوط 279 قتيلاً.
في سياق متصل تُحقق السلطات فيما لو كانت لشمس الدين أي صلة بأولئك الذين نفذوا التفجيرات التي حملت مسؤوليتها لجماعة بايعت زعيم داعش آنذاك، أبو بكر البغدادي.
من جانبها قالت الحكومة السريلانكية إنها ستتعاون مع نيوزيلندا بشأن التحقيق في هذه القضية.
وأدان مجلس مسلمي سريلانكا اعتداء أوكلاند، واعتبره "عملاً إرهابياً وحشياً"، شاكراً لشرطة نيوزيلندا سرعة الرد.
فيما أكد النائب مجيب الرحمن أن مسلمي سريلانكا يشعرون بالحزن إزاء الهجوم، مثنياً على رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، وعملها على تهدئة النفوس.
أضاف "تصريحاتها بعد الحادثة نزعت الفتيل، وضمنت عدم تعرض الجالية السريلانكية (في نيوزيلندا) لأذى". وشددت أرديرن على وجوب عدم تحميل الجالية بأسرها مسؤولية الهجوم.
هجوم مسلح
يذكر أن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، وصفت في مؤتمر صحفي، الحادث بأنه "هجوم إرهابي"، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية. وأضافت أرديرن أن "المهاجم يحمل الجنسية السريلانكية، ونفذ الهجوم من منطلق أيديولوجي مؤيد لتنظيم داعش الإرهابي".
أردفت: "المهاجم كان معروفاً لدى أجهزة الأمن، وكان يخضع للمراقبة المستمرة، ما جعل الشرطة تتمكن من قتله في غضون 60 ثانية من بدء الهجوم".
كما لفتت أن ثلاثة ممن تعرضوا للطعن أصيبوا بجروح خطيرة، معربة عن أسفها لوقوع هذا "الحادث المروع".
بدوره، ذكر مفوض الشرطة النيوزيلندية، أندرو كوستر، في المؤتمر ذاته، أن "الشرطة تمكنت من قتل المهاجم بإطلاق النار عليه، بعد طعنه 6 أشخاص داخل متجر". وقال إن الشرطة كانت لديها مخاوف بشأن أيديولوجية المهاجم، وظلت تراقبه عن كثب، وتعقّبته من منزله حتى ذهب إلى المتجر.
كما تابع: "دخل (المهاجم) المتجر، وحصل على سكين من داخله، وكانت فرق المراقبة قريبة قدر الإمكان لمراقبة نشاطه". وأوضح كوستر أنه "عندما بدأ الهجوم اندفعت قوات الشرطة نحو المهاجم وأطلقت النار عليه وقتلته".