باحثون بريطانيون يحقنون متطوعين بفيروس كورونا.. يُجرون تجارب على فاعلية أدوية لعلاج “كوفيد 19”

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/05 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/05 الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش
لقاحات كورونا تبدو السلاح الأهم في الانتصار على الوباء / رويترز

قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021، إن 40 متطوعاً حُقنوا بفيروس كورونا في أنوفهم في التجارب السريرية، وذلك من أجل دراسة اللقاحات والعلاجات المناسبة. 

هذه الطريقة من التجارب السريرية استخدمها العلماء على مستوى العالم لعقودٍ من الزمن لتقييم سلوك العدوى والأدوية من لحظة دخولها الجسم. 

في المقابل وفي المملكة المتحدة فقط هي التي دفعت قُدُماً في تجارب تحدي كوفيد-19، إذ تعمَّدَت إصابة المتطوِّعين من أجل دراسة مرضٍ قاتلٍ في بعض الأحيان، ولا تزال الكثير من جوانبه مجهولة. 

تجارب حول "كوفيد 19"

في 8 مارس/آذار 2021 ، شاهد جاكوب هوبكنز، البالغ من العمر 23 عاماً، وهو طالبٌ جامعي في المملكة المتحدة، باحثين يدخلون غرفة الحجر الصحي الخاصة به في مستشفى رويال فري في لندن. كانوا يدفعون عربةً تحمل صندوقاً أحمر كبيراً كُتب عليه: "خطر بيولوجي". 

قال هوبكنز: "ارتدوا جميعاً بدلات الوقاية من الخطر، مع جهاز تنفُّسٍ صغير على الجانب". واستلقى هوبكنز على السرير، ورأسه مائل للخلف. وأدخلوا قطرةً من فيروس كورونا في فتحة أنفه اليسرى، ثم اليمنى. وبعدها أغلق أنفه لمدة 20 دقيقة. 

تفاصيل التجربة 

احتفظ هوبكنز بمذكراتٍ صوتية ومرئية أثناء الحجر الصحي في المستشفى، قدَّم فيها تفاصيل عن التجارب التي خضع لها. وقال إنه تطوُّعٌ للإصابة بالعدوى لمساعدة العلماء على فهم المرض بشكلٍ أفضل، وكان يأمل المساعدة في إنهاء الوباء في وقتٍ قريب. 

بعد أيامٍ قليلة من وضع الفيروس في أنفه، كان يرتجف في حالةٍ خفيفةٍ من الإصابة بكوفيد-19، فيما كان عقار Remdesivir المضاد للفيروسات يُضَخُّ في أنبوبٍ رفيعٍ متصلٍ بذراعه. أمضى 19 يوماً في الحجر الصحي، وقال إنه شعر بالشفاء التام بعد شهر.

في المقابل، سيتقاضى في النهاية حوالي 6 آلاف جنيه إسترليني (8300 دولار) عن تلك الفترة، وسنة من اختبارات المتابعة والمكالمات الهاتفية، ودراسة موازية وافَقَ عليها. وتستند المدفوعات التجريبية على أجور المعيشة في المملكة المتحدة، وتخضع للمراجعة الأخلاقية. 

معوقات إدارية 

من ناحية أخرى واجهت التجارب معوِّقاتٍ من جانب المستشارين الصحيين والباحثين في المملكة المتحدة وفي الخارج، إذ شكَّكَ مستشارو الصحة العالمية وكبار المسؤولين الأمريكيين فيما إذا كانت الفوائد المُحتَمَلة تبرِّر المخاطر. وتمثَّلَت مشكلةٌ كبيرةٌ في عدم وجود علاج أو علاج إنقاذ ثبُتَ أنه منقذٌ للحياة إذا مرض الشخص الخاضع بصورةٍ خطيرة. 

إذ قال إزيكيل إيمانويل، اختصاصي الأورام وأخلاقيات البيولوجيا في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، إن تجارب تحدي كوفيد-19 ربما كانت منطقيةً العام الماضي، قبل أن تثبت فاعلية اللقاحات المتعدِّدة. لكن هذا العام، عارض إزيكيل الفكرة على أسسٍ أخلاقية، قائلاً: "لا يزال التبرير النهائي لغزاً بالنسبة لي". 

كما قال جارث رابورت، المدافع عن تحدي الفيروس والمستشار السابق لفريق عمل اللقاحات في المملكة المتحدة، إنه سمع أن الشكوك كانت مرتفعة، وقيل له مراراً: "لا يمكن القيام بذلك؛ إنه جنون، إنها عدوى قاتلة". وقال رابورت، المتخصِّص في عدوى الجهاز التنفُّسي الفيروسية، إن الوباء دَفَعَ نحو اتِّخاذ إجراءاتٍ استثنائية، وإن الإحصائيات أظهرت أن التجارب يمكن إجراؤها بأمان، وأضاف: "كان عليك تجريد الموقف من المشاعر". 

في المقابل، قال متحدِّثٌ باسم وزارة الصحة في المملكة المتحدة إن التجارب تجري في "بيئةٍ آمنة للغاية وخاضعة للسيطرة وستعمل على تعميق فهمنا لانتقال كوفيد-19 قبل وبعد الأعراض". 

تحميل المزيد