حذر مسؤولون إسرائيليون الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته من المبالغة في توجيه انتقادات لمصر والسعودية، "خوفاً من رد فعل قياداتهما"، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021 عن مصدر مطلع.
منذ فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة خلفاً لدونالد ترامب، وجَّهت إدارة الرئيس الأمريكي انتقادات لحكومتي مصر والسعودية، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، كما أن بايدن حمَّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباشرة مسؤولية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
مخاوف إسرائيلية من ردة فعل السعودية ومصر
نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن مصدر مطلع، قوله إن "مسؤولين إسرائيليين حذروا الإدارة الأمريكية مراراً من المبالغة في انتقاد الحكومتين السعودية والمصرية فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان".
أوضح المصدر أن "سبب التحذير هو مخاوف إسرائيل من أن تدفع هذه الانتقادات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للبحث عن الدعم في مكان آخر والتقارب مع خصوم كبار للولايات المتحدة، مثل إيران والصين وروسيا".
أضاف أن "هذه المخاوف تم نقلها إلى مسؤولي الإدارة الأمريكية في مناسبات مختلفة، ولكنها لم تناقش خلال الاجتماع بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في واشنطن الأسبوع الماضي".
كما أشار إلى "ارتياح الجانب الإسرائيلي بنهج واشنطن الحالي في هذه المسألة، لافتاً إلى أن إدارة بايدن امتنعت حتى الآن عن قلب العلاقات الأمريكية مع القاهرة والرياض تماماً".
تضغط لصالحهما لدى الأمريكان
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن تل أبيب تنظر إلى السعودية ومصر على أنهما جزء من محور أكثر اعتدالاً للدول العربية في المنطقة التي تسعى للتعاون معها ضد إيران، وقد ترددت أنباء في الماضي أنها ضغطت على الولايات المتحدة لدعم المساعدات الاقتصادية لكلا البلدين.
إذ وقّعت إسرائيل ومصر معاهدة سلام عام 1979 لينهي البلدان عقوداً من الصراع ويقيما علاقات دبلوماسية كاملة. في السنوات الأخيرة، تعاون البلدان بشكل وثيق في المجال الأمني، في الغالب حول قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
بينما اقتربت المملكة العربية السعودية من إسرائيل وسط جهود البلدين لإحباط تطلعات إيران الإقليمية، تقول الصحيفة الإسرائيلية، لكنها رفضت حتى الآن إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية.
هل تغيِّر أمريكا فعلاً علاقتها بالسعودية؟
رغم حديث بايدن عن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية وإدانته ولي العهد السعودي في قضية جمال خاشقجي، إلا أن لا شيء كبيراً حدث في العلاقات بين البلدين.
رغم أن العلاقات التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة، التي تمتد منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اليوم، قد تعرضت لنكسات وضربات عديدة.
إلا أنها حافظت على قوتها الاستراتيجية بصورة كاملة ومميزة، وذلك على الرغم من الاختلافات الواسعة بين النظامين الحليفين، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وحتى اجتماعياً وفكرياً.
مع صعود بايدن، وبرغم كل التشاؤم حول مستقبل العلاقة بين واشنطن والرياض في ظل إدارته التي توصف "بالحازمة" مع سياسات المملكة، إلا أنه من المستبعد أن تطرأ تغييرات كبيرة على العلاقة الموثقة بعشرات الاتفاقيات بين مختلف الإدارات الأمريكية مع الرياض، سواء أكانت جمهورية أم ديمقراطية.
فمنذ أن بدأت العلاقات بين الطرفين قبل عدة عقود طويلة، كانت الولايات المتحدة على استعداد للتغاضي عن العديد من جوانب المملكة الأكثر إثارةً للجدل من قضية خاشقجي.
لطالما استمرت المملكة في مد أمريكا بالنفط، ودعم سياسات الأمن القومي الأمريكية وحفظ مصالحها في المنطقة، وبالتالي قد تشهد العلاقة خلال الفترة القادمة بعض الهدوء والتنازلات من قبل الرياض، دون تغييرات جسيمة.