قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أنقرة سترفض أي عرض أوروبي لإبقاء اللاجئين الأفغان على أراضيها مقابل المال، مشدداً على ضرورة تحديث اتفاقية الهجرة الموقعة مع الاتحاد الأوروبي بحيث تشمل السوريين والأفغان.
أضاف تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك عقده الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، مع وزيرة خارجية هولندا سيغريد كاغ، في العاصمة أنقرة: "التعاون مع الاتحاد الأوروبي غير ممكن إن كان يعتقد أنه سيدفع المال مقابل الاحتفاظ باللاجئين الأفغان على أراضينا".
اللاجئون الأفغان
أوغلو تابع موضحاً: "ليس بالإمكان إبقاء اللاجئين الأفغان مؤقتاً في تركيا، وسنرفض أي عرض من هذا القبيل في حال وروده". وشدد تشاووش أوغلو على وجوب تحديث اتفاقية الهجرة الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بحيث تشمل السوريين والأفغان.
أوضح: "نحتاج إلى تحديث هذه الاتفاقية لتشمل العديد من القضايا، بما في ذلك العودة الطوعية والكريمة للأفغان إلى بلادهم إذا استتب الأمن والاستقرار فيها، وإعادة السوريين إلى سوريا بشكل آمن". واستطرد: "لأن هذه المشكلة تكبر بمرور الزمن، وإذا كانت هذه المسألة تعد مشكلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهي أيضاً مشكلة لتركيا".
كذلك ورداً على سؤال حول إجلاء الأفغان من كابول، قال إن تركيا ساعدت العديد من الدول في عملية الإجلاء، وأوفت بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية بهذا الصدد.
كما قال تشاووش أوغلو: "ليس من الممكن أن يتم إجلاء الأفغان من قِبل أي دولة لإبقائهم في بلادنا فترة معينة من الزمن، قلنا منذ البداية إننا لن نقبل مثل هذا العرض".
عروض أوروبية
أشار إلى أن أنقرة لم تتلق عرضاً بهذا الخصوص من هولندا، مضيفاً: "مع ذلك يمكن لدول مختلفة استخدام تركيا كنقطة عبور أثناء عمليات الإجلاء، للتزود بالوقود وهي ستقدم أفضل دعم بهذا الشأن".
تابع: "لكن منذ البداية قلنا للبلدان المعنية، إننا لن نوافق على بقاء الأفغان في بلادنا سواء للفحص، أو للحصول على تأشيرة، أو لأسباب أخرى خلال عمليات الإجلاء".
أضاف تشاووش أوغلو أن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بتعهداته المنصوص عليها في اتفاقية الهجرة التي وقعها مع تركيا في العام 2016. وأشار إلى أنه بحث مع وزيرة الخارجية الهولندية آخر التطورات في أفغانستان، معرباً عن تمنياته بأن يتحقق النظام والاستقرار في ذلك البلد بأقرب وقت ممكن.
شدد الوزير التركي على ضرورة استكمال العملية الانتقالية بطريقة شاملة في أفغانستان، ووجوب إنشاء سلطة بالبلاد. وحذَّر من مخاطر حدوث مجاعة حقيقية في أفغانستان، مشيراً إلى ضرورة ضمان أمن منظمات الإغاثة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني.
لفت إلى أنه بحث مع نظيرته الهولندية التأثيرات المحتملة في حال تدهورت الأزمة بأفغانستان، محذراً بالقول: "إذا تفاقمت الأزمة، فقد تكون هناك تطورات قد تهدد منطقتنا وخارجها". وبيّن أنه إذا ساءت الأوضاع في أفغانستان فالجميع رأى كيف حاول الناس المغادرة بأي طريقة كانت، وأنه على المجتمع الدولي أن يُقيّم هذه المسألة.
تشغيل مطار كابول
حول تشغيل مطار كابول أشار الوزير التركي إلى ضرورة تنسيق الخطوات التي يجب اتخاذها في أفغانستان، مبيناً أنها ليست مَهمة يمكن أن تقوم بها تركيا أو قطر بمفردهما.
تابع أنه يمكن اتخاذ خطوات على مرحلتين فيما يتعلق بتشغيل مطار كابول، إحداهما يمكن أن تكون للرحلات الجوية العسكرية التي تغادر أفغانستان، والأخرى يجب استيفاء الشروط بالكامل من أجل بدء الرحلات التجارية، بحسب الوزير الذي قال إنهم يقومون بتقييم من سيتحمل المسؤولية عن هذه الجزئية.
كشف أن هناك طلبات من "طالبان" وبعض الدول للتعاون مع تركيا لتشغيل مطار كابول، مضيفاً: "أهم شيء في تشغيل المطار هو ضمان أمنه في الداخل والخارج".
كذلك تابع: "يجب إرساء الأمن في المطار بطريقة يمكن للجميع التأكد منها، نقلنا أفكارنا بهذا الشأن إلى حركة طالبان"، لافتاً إلى وجود شركات متخصصة في هذا المجال. وبخصوص ملف الهجرة، أشار تشاووش أوغلو مجدداً إلى ضرورة التوصل إلى حلول واقعية للموضوع.
فيما قال إن أنقرة نقلت أفكارها إلى الاتحاد الأوروبي بشأن تحديث شامل لاتفاقية الهجرة، بما في ذلك المساعدة التي ستقدمها للأفغان في بلادهم والدول المجاورة، لكن أنقرة لم تلمس أي خطوات إيجابية من الاتحاد الأوروبي حتى الآن.