احتفلت السعودية، الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021، بتخرج أول دفعة نسائية في الجيش السعودي من مركز تدريب الكادر النسائي، حيث خضعوا لتدريب مكثف طيلة 14 أسبوعاً، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت السعودية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، للمرة الأولى في تاريخها، السماح بالتحاق النساء بالأفرع الرئيسية للقوات المسلحة برتب عسكرية مختلفة في الجيش السعودي، في إطار الانفتاح الذي تشهده المملكة وإدماج المرأة في مجالات كانت حكراَ على الرجال.
أول دفعة نسائية في الجيش السعودي
نشرت وزارة الدفاع السعودية، الأربعاء، مقطع فيديو من مراسم تخريج أول دفعة نسائية بالقوات المسلحة من مركز تدريب الكادر النسائي بعد إتمامهن دورة الفرد الأساسي في المركز، برعاية رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض الرويلي.
ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن "الحفل بدأ بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس هيئة تعليم وتدريب القوات المسلحة اللواء الركن عادل بن محمد البلوي كلمةً أكّد فيها أن المركز يهدف إلى تقديم خدمات تدريبية مميزة للمعينات بوزارة الدفاع بكفاءة واحترافية في المجالات الوظيفية التي تحتاجها الوزارة".
أضاف البلوي: "للمركز رسالة مهمة هي توفير برامج ومناهج تدريبية متميزة وبيئة تعليمية مثالية وفقاً لمقاييس عالمية للجودة تلبي احتياجات القوات المسلحة من الكادر النسائي بهدف الوصول إلى أداء أفضل يساعد على تحقيق أهداف الوزارة مستقبلاً".
كما ذكرت الوكالة السعودية في تقريرها أن الدورة "بدأت في 18 من شوال 1442هـ بمركز تدريب الكادر النسائي للقوات المسلحة واستمرت 14 أسبوعاً".
تجنيد النساء في مختلف الرتب
عام 2019 فتحت وزارة الدفاع السعودية باب القبول والتجنيد الموحد للتقدم إلى الوظائف النسائية العسكرية في الجيش السعودي، لحاملات مختلف المؤهلات، في إطار تنفيذ "رؤية المملكة 2030" الداعية إلى تمكين المرأة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام سعودية.
تشمل الرتب العسكرية المتاحة للنساء: "جندي أول، وعريف، ووكيل رقيب، ورقيب، في القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي والصواريخ الاستراتيجية والخدمات الطبية للقوات المسلحة".
العميد الركن حسن الشهري، مدير مركز عمليات الدفاع الوطني السابق، قال وقتها إن دخول النساء في أهم وزارة سيادية بالمملكة "خطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح".
كما أوضح: "هناك مجالات واسعة في الوزارة ستستوعب آلاف النساء القادرات على إحداث فارق في مواقعهن".
تغييرات كبيرة في السعودية
كما وافقت المملكة في وقت سابق على إسقاط الولاية عن المرأة في السفر ومنحتها قدراً أكبر من التمكين فيما يتعلق بشؤون الأسرة، مما يقلص أكثر صلاحيات ولاية الرجل.
بإسقاط نظام ولاية الرجل، يمكن القول إن المرأة السعودية قد نالت كل حقوقها الاعتبارية من الناحية الاجتماعية والسياسية، وأصبحت الآن في وضع أفضل كثيراً، لكن تظل نقطة ارتفاع نسبة البطالة بين السعوديات ومحدودية فرص العمل أمامهن هي التحدي الأكبر، حيث تبلغ نسبة البطالة بين السعوديات أكثر من 80%.
يأتي هذا -وفق مراقبين- في إطار جهود المملكة لتخفيف الانتقادات الحقوقية لنظام الولاية، التي تصاعدت بشكل كبير بعد واقعة الفتاة السعودية رهف القانون، التي فرَّت من المملكة وحصلت على اللجوء في كندا، بسبب ما قالت إنه "عنف" تعرَّضت له من قبل أسرتها، رغم نفي الأسرة لذلك.
حسب نظام الولاية، يتعيَّن على المرأة البالغة في المملكة الحصول على تصريح من ولي أمرها من الذكور -الذي قد يكون والدها أو شقيقها أو أحد أقاربها- للسفر أو الزواج أو إجراء بعض المعاملات مثل استئجار شقة ورفع دعاوى قانونية.