أعلن السودان، الإثنين 30 أغسطس/آب 2021، أنه بعث برسالة خطية إلى روسيا بشأن آخر تطورات ملف أزمة "سد النهضة" الإثيوبي، معرباً عن أمله في أن تسفر الجهود الدولية المبذولة حالياً عن إطلاق عملية تفاوضية جادة يتمخض عنها اتفاق شامل وعادل يراعي مصالح الدول الثلاث.
إذ قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن وكيل الخارجية محمد شريف عبدالله، بعث برسالة خطية إلى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
البيان أوضح أن الرسالة تأتي في إطار التحضيرات "السودانية الروسية" الجارية لانعقاد الدورة الـ9 للجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، المقررة بالعاصمة موسكو في سبتمبر/أيلول المقبل.
فيما أشار إلى أن الرسالة تتعلق بآخر تطورات ومستجدات أزمة "سد النهضة" بعدما وصلت المفاوضات الثلاثية إلى طريق مسدود، بسبب ما وصفه بـ "التعنت الإثيوبي".
كما ذكر البيان السوداني أن وكيل الخارجية استعرض موقف الخرطوم الداعي إلى التوصل لاتفاق شامل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل "سد النهضة"، من خلال عملية تفاوضية جادة.
الرباعية الدولية
أضاف أن "الوكيل (شريف عبدالله) تناول تفعيل مقترح السودان الداعي إلى تطوير آلية المفاوضات بتشكيل رباعية دولية"، تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي.
بينما تتمسك أديس أبابا بوساطة الاتحاد الإفريقي فقط بعيداً عن أي تدخلات دولية أخرى، وسط تعثر المفاوضات منذ أشهر طويلة.
كانت إثيوبيا قد أخطرت، في 5 يوليو/تموز الماضي، دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
في حين خلص مجلس الأمن الدولي، في 8 يوليو/تموز الماضي، إلى ضرورة إعادة مفاوضات "سد النهضة" تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.
كان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، قال في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حينها، إن بلاده تشعر بالقلق من تنامي الخطاب التهديدي في أزمة "سد النهضة".
يُذكر أن إثيوبيا أعلنت في يوليو/تموز الماضي، توقيع اتفاقيات مع روسيا، بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ورفع كفاءة جيشها.
"تحوطات مكلفة"
في السياق، كشف وزير الري السوداني ياسر عباس، الأربعاء 25 أغسطس/آب، أن عدم تبادل المعلومات حول "سد النهضة" قبل الملء (الثاني) أجبر بلاده على "تحوطات مكلفة" (لم يوضحها) ذات أثر اقتصادي واجتماعي كبير، لكنه أكد أنه ليس هناك أثر للسد على فيضانات هذا العام.
أوضح عباس، في تغريدة على "تويتر"، أن السد قد يكون له تأثير إيجابي على الفيضانات خلال موسم الأمطار، معرباً عن أمله في الاستفادة من إنتاج الكهرباء.
جدير بالذكر أن السودان أعلن في أبريل/نيسان الماضي، رفضه عرضاً إثيوبيّاً بشأن تبادل المعلومات حول السد، مؤكداً أنه "إجراء ضروري، لكنه ينطوي على انتقائية مريبة".
يأتي ذلك بينما لا تزال مفاوضات السد متعثرة حتى الآن، ولم يُحدَّد موعد جديد للانعقاد، لاسيما بعد رفض مصر والسودان الملء الثاني له الذي قامت به إثيوبيا مؤخراً.