كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، أن وزارة الدفاع الأمريكية استخدمت صاروخاً لا يحتوي رأساً متفجراً في هجمتها التي وجهها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان، السبت، رداً على التفجير الذي وقع في مطار كابول الخميس.
بحسب مسؤولين أمريكيين صرحوا للصحيفة، فإن الوزارة استخدمت صاروخ هيلفاير Hellfire خاصاً لا يحوي رأساً حربياً في هجمة نفذتها طائرة مسيّرة من طراز ريبر انطلقت من منطقة الخليج، وقد تسببت في مقتل عضوين في داعش وجرح شخص ثالث، بحسب المصادر الأمريكية، التي رفضت الكشف عن هويات أي من الأفراد المستهدفين.
والصاروخ الذي استخدمته الولايات المتحدة في الغارة الجوية يعرف اختصاراً بـ R9X، ولا يحوي رأساً متفجراً وإنما يعتمد على قذف ست شفرات حادة تنتشر في اللحظة الأخيرة لتمزيق هدف الضربة، وهو ما يمكّن القادة العسكريين من تحديد هدفهم بدقة وتقليل احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين.
ويشار إلى هذا الصاروخ داخل أوساط الجيش بالعامية باسم "جينسو الطائر"، نسبة إلى أحد أنواع السكاكين الشهيرة، كما يُطلق عليه أيضاً لقب "قنبلة النينجا"، وهو سلاح كان إلى وقت قريب سرياً، بحسب الصحيفة.
يتميز الصاروخ بإطلاق عدد من الشفرات الكبيرة المخزنة بداخله لتمزيق الهدف، دون وقوع انفجارات وهو ما يسمح للقادة العسكريين بتحديد الهدف وتقليل احتمال وقوع إصابات بين المدنيين.
روايات شهود عيان
وفي موقع الضربة في ننكرهار، قال رحمون الله، أحد الجيران، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة آخرون، من بينهم سيدة، وهو ما يتناقض مع تقييم البنتاغون، فيما بدا أن الغارة قد ألحقت أضراراً محدودة بأحد المنازل.
إذ أظهر مقطع فيديو سُجل من الموقع واطلعت عليه صحيفة The Wall Street Journal حفرة صغيرة خارج المنزل بجوار عربة ريكشا متفحمة. وكانت نوافذ المبنى محطمة وآثار الشظايا منتشرة على الجدران، فيما تناثرت الملابس والأحذية وقطع الأثاث في الغرف.
ورفض البنتاغون الإفصاح عن إن كانت ضربات متعددة قد وقعت، لكنه وصف العملية بأنها مهمة واحدة، وهو ما يفسح المجال لاحتمالية وقوع عدة ضربات، منها واحدة باستخدام صاروخ R9X.
كان الرئيس بايدن قد قال يوم السبت إن تنفيذ المزيد من هذه الضربات من الاحتمالات الواردة. ولم يحدد مسؤولو البنتاغون علاقة المسلحين المستهدفين بهجوم المطار، أو إن كانوا متورطين في التخطيط لهجوم مستقبلي، فيما قال مسؤولون آخرون إنهم مرتبطون بكليهما.
هجوم كابول
صباح الأحد، دعت السفارة الأمريكية في كابول "جميع المواطنين الأمريكيين الموجودين على مقربة من مطار كابول لمغادرة منطقة المطار فوراً"، محذرة من "تهديد محدد وموثوق".
يأتي تحذير السفارة الأمريكية بعد تحذير مشابه من الرئيس بايدن، في وقت سابق، من "هجوم محتمل جداً" على المطار. ومنحه البنتاغون صلاحيات مطلقة من أجل استهداف تنظيم "داعش خراسان"، الذي أعلن مسؤوليته عن تفجيرات مطار كابول.
يأتي ذلك بعد أيام من هجوم دموي استهدف مطار كابول، حيث لا يزال الخطر يحيط بالمنطقة.
تحذيرات السفارة الأمريكية رافقتها دعوة قدمتها فرنسا وبريطانيا لإقامة "منطقة آمنة" في العاصمة الأفغانية. وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن بلاده وبريطانيا ستحضان الأمم المتحدة، الإثنين، على العمل من أجل ذلك لحماية العمليات الإنسانية.
حيث قال ماكرون في تصريحات نشرتها صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، إن "هذا بمنتهى الأهمية. هذا سيوفر إطاراً للأمم المتحدة للعمل في حالة طوارئ". وأشار إلى أن منطقة آمنة كهذه ستتيح قبل كل شيء للمجتمع الدولي "مواصلة الضغط على طالبان"، التي باتت موجودة في السلطة بأفغانستان.
تأتي تصريحات ماكرون في وقت تشارف فيه الجهود الدولية لنقل الرعايا الأجانب والأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم على الانتهاء.
بالمقابل، تعمل القوات الأمريكية في ظروف خطرة وفوضوية لإكمال عمليات الإجلاء الضخمة من مطار كابول، بحلول الموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس/آب 2021.