شن أعضاء الحزب الجمهوري حملة ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن يطالبونه من خلالها بتقديم استقالته، وتحميله مسؤولية "الخروج الكارثي" للقوات الأمريكية من أفغانستان ومقتل 13 جندياً أمريكياً في هجمات شنها تنظيم "داعش" خارج مطار كابول.
يأتي ذلك بينما مسؤولون أمريكيون إن القوات الأمريكية في كابول تتأهب للمزيد من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، تزامناً مع الانتهاء من مهمة الإجلاء التي تنفذها، وذلك مع ارتفاع عدد الجنود الأمريكيين القتلى في هجوم مطار كابول.
انتقادات لاذعة تعرّض لها جو بايدن
كتبت المسؤولة الثالثة في الحزب الجمهوري في مجلس النواب إليز ستيفانيك في تغريدة "يدا جو بايدن ملطختان بالدماء".
كما أعلن السيناتور جوش هاولي أن على الرئيس الديمقراطي المسؤول عن "فشل مشين في أفغانستان" أن يستقيل، فيما دعت الجمهورية مارشا بلاكبورن صراحةً كبار مسؤولي إدارة بايدن إلى التخلي عن مهامهم.
وكالة الأنباء الفرنسية أشارت إلى أنه إن كانت هذه الأصوات المؤيدة للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ترتفع بقوة، فإن كبار المسؤولين الجمهوريين يتفادون حتى الآن دعوة بايدن (78 عاماً) إلى الاستقالة، غير أنهم يجمعون على التنديد بإدارته لعملية الانسحاب من أفغانستان.
رأى زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي، الجمعة، أن أعمال جو بايدن "تنم عن ضعف وعدم كفاءة".
كما ينعت العديد من الجمهوريين الرئيس بـ"الضعيف" منذ الاعتداء الذي أوقع 85 قتيلاً على الأقل، بينهم 13 جندياً أمريكياً، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
قال ماكارثي خلال مؤتمر صحافي في الكونغرس، الجمعة 27 أغسطس/آب: "حتى يكون شخص القائد الأعلى، يجب أن يحظى بثقة" الأمريكيين، إلا أن بايدن خسر هذه الثقة برأيه.
لكنه لم يمضِ إلى حد الدعوة إلى استقالته أو مباشرة آلية إقالة بحقّ جو بايدن، مكتفياً بالدعوة إلى إجلاء جميع الأمريكيين المتبقين في كابول قبل انتهاء المهلة في 31 آب/أغسطس.
أضاف: "بعد هذا التاريخ، سيكون بإمكاننا بذل كل الجهود من أجل المحاسبة"، مؤكداً "ستحين ساعة الحقيقة". غير أن الاستقالة والإقالة مستبعدتان تماماً في ظل سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس واصطفافهم بقوة خلف بايدن.
رئيس "مثير للسخرية"
كانت شعبية بايدن في تراجع بالأساس تحت تأثير الأزمة الأفغانية والطفرة الجديدة من وباء كوفيد-19 الناتجة عن المتحورة دلتا.
فقد علقت خبيرة الاستراتيجية الديمقراطية، ليز سميث، التي كانت مسؤولة عن الإعلام في حملة بيت بوتيدجيدج للانتخابات الرئاسية، في تغريدة، الجمعة، أن "الجمهوريين الذين يدعون بايدن إلى الاستقالة غير جدّيين تماماً مثل الديمقراطيين الذين كانوا يدعون ترامب إلى الاستقالة".
كما تابعت: "يأتي وقت تفقد فيه هذه الكلمة أي معنى وتبدون مثيري للسخرية فحسب".
بعد الاعتداء الدامي الذي استهدف مطار كابول، أعلن الرئيس جو بايدن الخميس من البيت الأبيض: "أتحمل بشكل جوهري مسؤولية كل ما حصل مؤخراً".
لكنه ذكر بالاتفاق الموقع عام 2020 بين طالبان ودونالد ترامب الذي تعهد بسحب القوات الأمريكية بالأساس في أيار/مايو، فدافع عن قراره الانسحاب بشكل تام من أفغانستان وطريقة تنفيذ هذا الانسحاب، مؤكداً: "حان الوقت لإنهاء حرب استمرت عشرين عاماً".
إذ تتباين هذه الهجمات اللاذعة مع الصورة التقليدية لبلد اتحد على الدوام بمواجهة المحن بدون أن يوجه اللوم مباشرة إلى الرئيس، وهو ما حصل بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في عهد جورج بوش، وبعد الهجوم الذي أودى بـ241 عنصراً من المارينز في بيروت عام 1983 في عهد رونالد ريغان.