للمرة الأولى منذ نحو 7 سنوات، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، السبت 28 أغسطس/آب 2021، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسط تحسن ملموس في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، وذلك على هامش انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في مقر رئاسة الوزراء بالجمهورية العراقية.
خلال هذا اللقاء النادر، أكد السيسي حرص بلاده على "التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وذلك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية"، بحسب بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
وفق البيان المصري، أعرب أمير دولة قطر عن تقديره لـ"التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية-القطرية"، مشيداً بما تم في الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات واستئناف لأطر التعاون بين البلدين.
كما أشار الشيخ تميم إلى "تطلع قطر لتعزيز التباحث مع مصر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات الدولتين، خاصةً في ضوء الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس (السيسي) في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي، وفي إطار الدفاع عن قضايا الأمة العربية"، طبقاً لما أورده البيان المصري.
في حين أضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه "تم التوافق خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن استمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقاً مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية-القطرية من تقدم في إطار ما نص عليه (بيان العلا)".
كما أشارت وسائل إعلام قطرية إلى أنه جرى، خلال هذه المقابلة، استعراض "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
بيان العُلا
يأتي هذا التطور بعدما شهدت العلاقات المصرية-القطرية خطوات إيجابية في طريق عودتها، بعد توقيع "بيان العلا"، في يناير/كانون الثاني الماضي بالسعودية، والذي أسدل الستار على أزمة بين قطر وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
كان الديوان الأميري قد أعلن أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عيّن الخميس 29 يوليو/تموز 2021، سفيرين إلى مصر وليبيا، وذلك في إطار الجهود نحو تحسين العلاقات مع بعض دول المنطقة.
يشار إلى أن القاهرة عيّنت، في يونيو/حزيران الماضي، سفيراً لدى قطر، بعد تحرك مماثل من الرياض.
منذ إعلان المصالحة، أشادت القاهرة والدوحة، في أكثر من مناسبة، بتطور العلاقات بينهما.
أما في مارس/آذار الماضي، فقد زار وزير خارجية قطر القاهرة، للمرة الأولى منذ منتصف 2017، وفي يونيو/حزيران الماضي، زار نظيره المصري سامح شكري الدوحة، في أول زيارة من نوعها لهذا البلد الخليجي منذ 8 سنوات.
كان السيسي، استقبل وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في 25 مايو/أيار الماضي؛ حيث سلمه الأخير رسالة من أمير قطر تضمنت دعوة لزيارة الدوحة، وفق بيان للرئاسة المصرية آنذاك.
كانت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً إياه "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
يشار إلى أنه منذ 27 أبريل/نيسان الماضي، شارك مسؤولون مصريون حاليون وسابقون في مداخلات هاتفية مع قناة "الجزيرة" القطرية، في إشارة إلى بدء "تطبيع إعلامي" يلاحق ركب نظيره السياسي.
جاء ذلك بعدما حظرت السلطات المصرية قناة "الجزيرة"، عقب الانقلاب الذي وقع في صيف عام 2013، واتهمتها آنذاك بـ"التحريض على الكراهية وتشكيل خطر على الأمن القومي"، أعقبت ذلك حملة هجوم واسعة شنتها وسائل إعلام مصرية ضد قطر وقناتها الأكثر شهرة وشعبية "الجزيرة".
وفي تطور لافت، ظهرت مراسلة قناة "الجزيرة"، شيرين أبوعاقلة، السبت 31 يوليو/تموز 2021، في بث مباشر من داخل العاصمة المصرية القاهرة، وذلك خلال تغطيتها للزيارة التي كان يجريها وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، لمصر، في ظل أحاديث عن وساطة ستقوم بها الجزائر بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، بشأن أزمة "سد النهضة".