قضت المحكمة الإسرائيلية العليا، الخميس 26 أغسطس/آب، بأنه لا يمكن تعويض يهود المغرب باعتبارهم ناجين من المحرقة أو الإبادة الجماعية المعروفة بـ"الهولوكوست" التي ارتكبها النظام النازي الألماني لأدولف هتلر والمتعاونون معه، وذلك على الرغم من أن كثيراً منهم ربما عانوا من "معاداة السامية" خلال الحرب العالمية الثانية، طبقاً لما أوردته صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، السبت 27 أغسطس/آب 2021.
حيث قالت المحكمة العليا إن "الحرمان من الحريات والقيود التي فُرِضَت على يهود المغرب خلال الحرب، لا تستوفي الشروط الواردة في قانون الاضطهاد النازي بإسرائيل".
فيما ينص هذا القانون على أحقية أولئك الذين عانوا من مشكلات صحية نتيجة لما يُعرف بـ"الاضطهاد النازي خلال المحرقة اليهودية"، في الحصول على مزايا وتعويضات.
في حين استأنف المُدَّعون حكماً للمحكمة المركزية بمدينة حيفا الإسرائيلية كان قد رفض ادعاءهم وقوع "اضطهاد نازي في المغرب".
من جهتهم، ذكر القضاة الإسرائيليون أن الضرر الذي لحِق باليهود المغاربة كان اقتصادياً بالأساس، واقتصر إلى حد كبير على قدرتهم على الاندماج في سوق العمل، وتلقي التعليم خارج الجالية اليهودية، واختيار أماكن إقامتهم.
كما أشار القضاة، في حيثيات حكمهم، إلى أن "المعاناة التي لحقت بيهود المغرب خلال الحرب العالمية الثانية كانت نتيجة لضغط نظام فيشي الفرنسي على الحكومة المغربية لتطبيق قوانين معادية للسامية".
كان المُدَّعون قد ذكروا أن تلك القيود شرعنت إلحاق الضرر باليهود، وحرمتهم من حرياتهم، وتسببت في خوف شديد لديهم، على حد قولهم.
أدلة تاريخية
كما لفت القضاة إلى أن قرارهم لا يهدف إلى التأثير على الأدلة التاريخية المتعلقة بما إذا كان يهود المغرب قد عانوا بالفعل من الاضطهاد أم لا، مضيفين: "يختلف دور المؤرخ ودور المحكمة عن بعضهما البعض".
عقب إصدار هذا الحكم، اشتكى محامي المدَّعين، ديفيد ياديد، من أنَّ "الدولة تُميِّز ضد ضحايا النظام النازي لاعتبارات متعلقة بالميزانية"، لافتاً إلى أنه يبحث تقديم طلب لجلسة استماع أخرى بشأن المسألة تحضرها لجنة موسعة من القضاة.
يُذكر أن إجمالي مبلغ التعويض النقدي الذي كانت الحكومة الإسرائيلية ستُطالَب بدفعه في حال قُبِلَت الدعوى، يُقدَّر بـ400 مليون شيكل إسرائيلي (123 مليون دولار) سنوياً.
نصب تذكاري
في السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام، إن منظمة غير ربحية ألمانية تدعى "بيكسيل هيلبر" شرعت في بناء نصب تذكاري بالمغرب هو الأول من نوعه في شمال إفريقيا.
كما كتب حساب "إسرائيل بالعربية" على "تويتر"، التابع للخارجية الإسرائيلية: "انطلق في المغرب بناءُ أكبر نصب تذكاري في العالم للمحرقة التي أودت بحياة 6 ملايين يهودي، مستخدماً التكنولوجيا المتقدمة في محاكاة بعض مشاهد الترهيب التي عاشها اليهود داخل معكسرات ألمانيا النازية في عهد هتلر. درس للإنسانية جمعاء".
لكن السلطات المغربية نفت لاحقاً إصدار ترخيص لبناء النصب التذكاري.
فقد أكدت السلطات المحلية بإقليم الحوز (قرب مراكش)، أن "الأخبار المتداولة من طرف بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إقامة مشروع، من طرف مواطن أجنبي، يضم متحفاً والعديد من المرافق، إضافة إلى نصب تذكاري على شكل لوحات فنية بجماعة آيت فاسكا، لا أساس لها من الصحة".
يشار إلى أن "الهولوكوست" مصطلح استُخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها لتصفية يهود في أوروبا عرقياً، إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، بحسب إسرائيل، التي حصلت لاحقاً على تعويضات ضخمة من دول أوروبية على خلفية ذلك.