انعقدت لأول مرة، مباحثات بين ممثلين عن حركة طالبان وسياسيين من "تحالف الشمال"، حركة المقاومة المناهضة لـ"طالبان"، والمتمركزة في ولاية "بنجشير"، شمال شرقي أفغانستان، وذلك وفقاً لبيان أصدره، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، محمد علم إزدار، السياسي البارز من "بنجشير"، وأحد أعضاء فريق التفاوض.
حسب البيان الذي أصدره محمد علم إزدار، السياسي البارز الذي شغل قبل ذلك منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، فقد التقى وفد من جبهة المقاومة، مكون من 12 عضواً، وفد حركة طالبان في مدينة "شاريكار" بولاية "باروان" شمالي أفغانستان.
اجتماع لمدة 3 ساعات
البيان أضاف أيضاً أنه "بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات، اتفق الجانبان على ضرورة استمرار المحادثات وتجنب شن هجمات حتى انتهاء المفاوضات".
في المقابل وحتى عصر الخميس، لم تعلق حركة طالبان على ما ورد في البيان، إلا أنها حذرت سابقاً من اللجوء للقوة في حال فشلت المفاوضات في تحقيق نتائج.
من ناحية أخرى ومؤخراً، تمكنت "طالبان" من السيطرة على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحوها العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، إلى الإمارات.
بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، أعلن أحمد مسعود الابن، مواصلة النضال ضد طالبان واتخاذه خطوات عملية بهذا الصدد، حيث حشد مختلف المجموعات تحت راية "الجبهة الموحدة" التي يُطلق عليها أيضاً "تحالف الشمال".
حيث قال مسعود في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي، إن جنود الجيش الأفغاني "الغاضبين من استسلام قادتهم" إلى جانب بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى ولاية بنجشير، لبدء جهود مواجهة طالبان.
انسحاب أمريكي
في المقابل تزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب 2021.
يأتي الحديث عن مفاوضات طالبان وممثلي "تحالف الشمال"، في الوقت الذي قال فيه مسؤول بـ"طالبان" لـ"رويترز" إن انفجاراً، يشتبه في أنه انتحاري، وقع خارج مطار كابول يوم الخميس؛ مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13، بينهم أطفال، وإصابة كثير من حرس طالبان.
جاء ذلك بعد أن حثت الولايات المتحدة وحلفاؤها، في وقت سابق، الناس على الابتعاد عن مطار كابول، بسبب تهديد محتمل بأن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً إرهابياً.
في حين قال مسؤول أمريكي إن جنوداً أمريكيين من بين المصابين، لكنه أضاف أن المعلومات الواردة هي بناء على تقارير أولية، محذراً من أن ما ورد بها قد يتغير. وأكد أن هناك ضحايا لكن لم يتضح بعدُ العدد ولا الجنسيات.
في المقابل تسابق قوات الدول الغربية الزمن لإجلاء أكبر عدد ممكن قبل انقضاء المهلة المحددة في 31 أغسطس/آب.
إذ زادت الضغوط لاستكمال إجلاء عشرات الألوف من الأجانب والأفغان الذين ساعدوا الدول الغربية خلال الحرب التي استمرت 20 عاماً ضد طالبان، ومن المقرر أن تغادر جميع القوات الأمريكية وقوات التحالف المطار الأسبوع المقبل، قبل مهلة تنقضي في 31 أغسطس/آب.
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، في تغريدة على تويتر، وقوع انفجار خارج المطار. وقال دبلوماسي غربي في كابول، إن المناطق الواقعة خارج بوابات المطار لاتزال "مزدحمة بشكل لا يصدَّق"، على الرغم من التحذيرات.