كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يسعى لتحقيق مجموعة من المكاسب خلال اجتماعه المنتظر الخميس 26 أغسطس/آب 2021، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض.
موقع Axios الأمريكي قال إنه من المقرر أن يناقش الزعيمان عدة موضوعات، أبرزها مناقشة آخر التطورات بشأن الموقف من إيران والمساعدات العسكرية لإسرائيل والقضية الإسرائيلية الفلسطينية والعلاقات الإسرائيلية مع الصين، وغيرها.
كما أوضحت الصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين، أن بايدن وبينيت يحتاجان إلى أن يكون الاجتماع ناجحاً لأسباب سياسية محلية، فضلاً عن الرغبة في بناء علاقة شخصية جيدة بينهما.
البحث عن بداية جديدة للعلاقات
على مدى السنوات الـ12 الماضية، كان بينامين نتنياهو هو الذي يقوم بهذه الرحلات إلى واشنطن، والآن تمثِّل حقبة نتنياهو من نواحٍ كثيرة الدافعَ إلى زيادة التقارب بين بينيت وبايدن.
يأتي ذلك في وقت يريد فيه بينيت الابتعاد عن المشاحنات المتكررة لسلفه نتنياهو مع باراك أوباما وبايدن، وهو يعتقد بإمكانية إدارة الخلافات السياسية إدارةً أفضل إذا اتُّبع نهج أقل تصادمية، بحسب ما قال أحد مساعديه لموقع Axios.
ينقل الموقع عن بينيت قوله قبل مغادرة تل أبيب متجهاً إلى الولايات المتحدة: "جو بايدن صديق حقيقي. إسرائيل فيها حكومة جديدة، والولايات المتحدة فيها إدارة جديدة، وأنا أحمل معي روح تعاونٍ جديدة".
أشار الموقع إلى أن إدارة بايدن عازمة أيضاً على العمل من أجل استقرار ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي الحكومي متفاوت الانتماءات والمجتمِع على "مناهضة نتنياهو"، إذ يضم الائتلاف زملاء بينيت من أحزاب اليمين وكذلك أحزاب من الوسط واليسار.
وصل المسؤول الإسرائيلي بالفعل إلى واشنطن ليلة الثلاثاء 24 أغسطس/آب. وعقدَ الأربعاء اجتماعات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومن المقرر أن يصل إلى البيت الأبيض الخميس.
الملف النووي الإيراني على رأس الأولويات
من جهة أخرى، فإن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها بينيت إلى البيت الأبيض، وهو يخوضها مفتقراً إلى الخبرة فيما يتعلق بمقابلة قادة العالم الآخرين.
بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي لموقع Axios، فإن أولوية بينيت الرئيسية في لقائه مع بايدن هي مناقشة موضوع التفاوض مع إيران، وإنه يعتزم إخبار بايدن، على خلاف نتنياهو، أنه يريد التعاون مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية.
مع ذلك، يشير المصدر إلى أن بينيت سيشدد أيضاً على الحاجة الملحّة إلى "خطة (ب)" يُمكن اللجوء إليها، خاصة مع تزايد الاحتمالات القائلة باستبعاد عودة إيران إلى الاتفاق النووي لعام 2015. وقال المسؤول إن هذه الخطة يُرجح أن تتناول نشاط إيران الإقليمي.
إضافةً إلى ذلك، يُتوقع أن يطلب بينيت في اجتماعاته مع بايدن ووزير الدفاع أوستن مزيداً من المساعدات العسكرية الأمريكية، لتجديد نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) وأيضاً لدعم القدرات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران ووكلائها في المنطقة.
يقول مسؤولون إسرائيليون إن بينيت سيقترح أيضاً استغلال الاصطفاف الإقليمي المزدهر لأنظمة المنطقة إلى جانب إسرائيل، بموجب اتفاقيات أبراهام، لخدمة الإستراتيجية الموضوعة لمواجهة إيران.
القضية الفلسطينية ستكون حاضرة
أما فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية – الفلسطينية، فإن المصادر تشير إلى أن الطرفين مختلفان اختلافاً كبيراً بشأن الموضوع، فالرئيس الأمريكي يعلن عادةً التزامه حل الدولتين، وهو مسار يرفضه بينيت جملة وتفصيلاً.
مع ذلك، يتفق كلاهما على أن الظروف ليست مهيأة لإجراء محادثات سلام مباشرة، وأن الأولى بهم التركيز على تحسين الوضع على الأرض في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ومنع التصعيد.
بناء على ذلك، يعتقد مساعدو بينيت أن هذا القدر من الاتفاق يخلق مجموعة كبيرة من القضايا التي يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة العمل معاً بشأنها.
كورونا والعلاقات مع الصين
على صعيد آخر، يُتوقع أن يناقش بينيت ثلاث قضايا أخرى ذات أولوية أعلى للرئيس الأمريكي من قضايا الشرق الأوسط: وهي تغير المناخ، وجائحة كورونا، والعلاقات مع الصين.
قال مسؤول إسرائيلي إن بينيت سيطرح سياسة جديدة تنظر إلى العلاقات مع الصين على أنها قضية أمن قومي أمريكية وتولي اهتماماً أكبر لمخاوف الولايات المتحدة.
يأتي ذلك بعد أن كان موضوع الاستثمارات الصينية في إسرائيل قد شكَّل بؤرة توترٍ نادرة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.