أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن، ضبط أطنان من الأدوية تُستخدم لعلاج أمراض مختلفة بينها المزمنة مخبأة في مستودعات، في وقت تعاني فيه بيروت من نقص حاد في الأدوية، كما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بمعاقبة المتورطين في تخزين الأدوية.
الوزير اللبناني قال إنه بالإضافة إلى ضبط الأدوية عُثر على كمية كبيرة من عبوات حليب الأطفال في المستودعات، مضيفاً أن من بين الأدوية المخبأة آلاف المراهم المخصصة لمداواة الحروق، في وقت يفتقد المصابون في حريق عكار للعلاج. وتابع الوزير اللبناني أنه تم فتح تحقيق للكشف عمن يقف وراء هذه المستودعات.
غضب على تويتر
وبالتزامن مع هذا، سادت حالة من الغضب مواقع التواصل؛ حيث أطلق روادها حملة تحت اسم #افضحوا_المحتكرين، معبرين عن غضبهم من الوضع الذي آل إليه البلد.
المغردة اللبنانية فاطمة علقت قائلة: "اللي بيقطع الدوا عن الناس يجب أن يسجن"
فيما نشرت المغردة سحر فيديو لأحد المستودعات، وعلقت عليه قائلة: "كل طفل نام منهنه من البكي حتلحقكن دموعه لقبركن.. كل ام دعت عليكن بقهر لإن ابنها جوعان وما بإيدها حيل حتلاقوا دعواتها بجلدكن.. الله لا يوفقكن شو وسخين وولاد حرام.. كيف بتقدرو تنامو يا الله! الفيديو من مستودع في تعنايل"
فيما طالبت صفحة الحق والحقيقة اللبنانية بمحاسبة المتورطين قائلة: "العصا لمن عصى ما تفرجيني شو داهمت ووين، فرجيني مين فات عالحبس حتى يتعلم غيرو #افضحوا المحتكرين #لبنان"
أزمة أدوية في لبنان
ويشار إلى أنه منذ مطلع العام، يبحث اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في صيدليات نضبت محتوياتها تدريجياً. وينشر مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي يومياً أسماء أدوية يحتاجونها، وبات كثر يعتمدون على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم في الخارج لتأمين أدويتهم، بأسعار مرتفعة جداً مقارنة مع السعر المحلي المدعوم.
واحتجاجاً على نقص الأدوية، بدأ تجمع أصحاب الصيدليات الجمعة إضراباً عاماً مفتوحاً، كما حذّرت نقابة مستوردي الأدوية من "نفاد" مخزونها من "مئات الأدوية الأساسية، التي تعالج أمراضاً مزمنة ومستعصية".
ويأتي ذلك بعدما شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجياً عن استيراد سلع رئيسية بينها الأدوية، وتسبب تأخر فتح اعتمادات للاستيراد بانقطاع عدد كبير في الأدوية، بينها حتى مسكنات الألم العادية وحليب الأطفال الرضّع.
ويطالب مصرف لبنان منذ أشهر وزارة الصحة بوضع جدول أولويات بالأدوية التي يجب مواصلة دعمها.
كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أعلن أنه سيسدّد "الاعتمادات والفواتير التي تتعلق بالأدوية، لاسيما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، ضمن مبلغ لا يتعدى 400 مليون دولار"، يغطي "مستوردات أخرى بما فيها الطحين".
إلا أنه بحسب نقابة مستوردي الأدوية لن يتخطى الجزء المخصص للأدوية 50 مليون دولار شهرياً، وهو ما يعادل نصف الفاتورة الاعتيادية.
أمام هذه التعقيدات التي تزيد من معاناة اللبنانيين، استغل بول نجار وزوجته ترايسي إجازة قصيرة إلى قبرص لشراء الأدوية.
وجراء الانهيار الاقتصادي المتسارع منذ صيف العام 2019، الذي رجح البنك الدولي أن يكون من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850، ولم تبق أي شريحة بمنأى عن تداعياته، بات أكثر من نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وقد خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.
ويُحمّل جزء كبير من اللبنانيين الطبقة السياسية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية، ويتهمون المسؤولين بالفساد والهدر وسرقة المال العام.