دعا العراق إيران وخصومها من دول الخليج العربية لحضور قمة في بغداد ستعقد السبت 28 أغسطس/آب 2021 بهدف تهدئة التوترات التي دفعت بالجانبين إلى حافة الصراع الصريح في السنوات الأخيرة.
مسؤولون يقولون إن الاجتماع، الذي سيبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي إيراني رغم أن الدولتين لم تعلنا بعد مستوى تمثيلهما في الاجتماع.
العراق يأمل في حل الأزمة
ويأمل المسؤولون العراقيون أن يحضر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الاجتماع، ويتوقعون حضور وزراء من دول خليجية، من بينها السعودية والإمارات.
وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لوكالة رويترز الاخبارية، إنه "حتى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجاً لإنهاء التوترات بين الإيرانيين وعرب الخليج". فيما قال سياسي مقرب من رئيس الوزراء إن العراق الذي استضاف اجتماعات خاصة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، في وقت سابق من العام الحالي، تلقى "إشارات إيجابية" من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة.
كما تم توجيه الدعوة أيضاً لمصر والأردن لحضور اجتماع بغداد مع تركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
المحادثات المباشرة
وبدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في أبريل/نيسان؛ لاحتواء التوترات، بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وتعارض السعودية وحلفاؤها هذه المفاوضات؛ لأنها لا تتناول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والجماعات الإقليمية التي تعمل لحسابها.
وقد قالت السعودية إنها تريد أفعالاً يمكن التحقق منها من إيران. فيما قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، إن إيران ازدادت جرأة، وإنها تتصرف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة.
وتجري الإمارات، حليفة الرياض، اتصالات منتظمة مع إيران سعياً لتخفيف التوترات منذ 2019 في أعقاب هجمات على ناقلات في مياه الخليج.
ومن الممكن تكثيف هذه الجهود إذ تنظر دول الخليج العربية، التي تعتمد على واشنطن منذ أمد بعيد في ضمان أمنها، بعين القلق لتجدد المحادثات النووية مع طهران والنهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير لها إن "احتمالات نشوب صراع إقليمي واقترانها بتصور السعوديين والإماراتيين أنه لا يمكن التعويل على واشنطن دفعتهم للسعي إلى تهدئة محدودة تكتيكية ثنائية مع طهران".
توترات دامت لسنوات
وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية، أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة. وحملت الرياض إيران مسؤولية الهجوم، غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.
ويؤيد كل من البلدين طرفاً مختلفاً في الحرب الدائرة في اليمن، وقطعا العلاقات في 2016، لكنهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في أبريل/نيسان الماضي.
وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحادثات النووية، التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.
وحتى الآن كانت الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي أكدت مشاركتها وأنها سترسل رئيس وزرائها.
وترغب بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار، وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.