حذّرت 13 منظمة إغاثة عاملة في المنطقة من أن أكثر من 12 مليون شخص في سوريا والعراق مهددون بخسارة مصادر المياه والغذاء والكهرباء، داعية لسرعة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المياه والجفاف الحادة التي باتت تتهددهم، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية الإثنين 23 أغسطس/آب 2021.
إذ قالت هذه المنظمات، في بيان مشترك، إن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مستويات هطول الأمطار، والجفاف في جميع أنحاء المنطقة، تحرم الناس من مياه الشرب والزراعة، مشدّدة على أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ يزيد من مخاطر وشدة الجفاف.
انقطاع التيار الكهربائي
هذا العجز يؤدي أيضاً إلى انقطاع التيار الكهربائي في ظل تعطل عمليات توليد الكهرباء نتيجةً لنفاد مياه السدود؛ مما يؤثر بدوره على عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والخدمات الصحية.
في حين أشار البيان الحقوقي إلى أن هناك أكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا يعتمدون بشكل مباشر على نهر الفرات. وفي العراق يهدد فقدان الوصول إلى مياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص، ويضع نحو 400 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في خطر الجفاف التام.
كما أكد أن "هناك سدين في شمال سوريا، يمدان ثلاثة ملايين شخص بالكهرباء، يوشكان على الإغلاق"، منوهاً إلى أن المجتمعات المحلية في الحسكة وحلب والرقة ودير الزور، علاوة على النازحين في المخيمات، منذ انخفاض المياه، شهدت ارتفاعاً في تفشي الأمراض المنقولة بواسطة المياه، مثل الإسهال.
البيان قال إن "الانهيار الكلي في إنتاج المياه والغذاء لملايين السوريين والعراقيين بات أمراً وشيك الحدوث".
من جهته، ذكر كارستن هانسن، المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين: "مع استمرار نزوح مئات الآلاف من العراقيين وفرار الكثيرين بحثاً عن النجاة في سوريا، فإن أزمة المياه الحالية ستتحول قريباً إلى كارثة غير مسبوقة، وتدفع المزيد من الأشخاص إلى النزوح".
كذلك رأت نيرفانا شوقي، المديرة الإقليمية لمنظمة "كير" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الوضع يتطلب تصرفاً سريعاً من قبل سلطات المنطقة والحكومات المانحة لإنقاذ الأرواح التي تواجه هذه الأزمة، إضافةً إلى الصراع وجائحة كوفيد -19 والتدهور الاقتصادي الشديد. سيحتاج السكان إلى الاستثمار في حلول مستدامة لأزمة المياه والغذاء، بطريقة يمكن الاستفادة منها على المدى الطويل.
حلول مستدامة
بدوره، أكد المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس الدنماركي للاجئين، جيري غارفي، أن "أزمة المياه ستزداد سوءاً لا محالة. وبالتالي فإنه من المرجح أن يحتد الصراع في منطقة تعاني أساساً من عدم الاستقرار"، متابعاً: "لا نملك وقتاً لإضاعته، يجب أن نجد حلولاً مستدامة توفر الماء والغذاء للأجيال الحالية والقادمة".
إلى ذلك، أجبر العديد من المزارعين على إنفاق مدخراتهم والاقتراض للحفاظ على مواشيهم وتأمين مستلزمات عيشها. وينفق العديد من المزارعين مدخراتهم ويقترضون المال لتظل حيواناتهم على قيد الحياة.
تعقيباً على هذا، أوضح حميد علي من منطقة البعاج، إحدى المناطق الأكثر تضرراً بالجفاف في محافظة نينوى بالعراق، أنه مثقلٌ بالديون، وبسبب الجفاف لم يتمكن من حصاد القمح.
أيضاً قال أحد زعماء القبائل في سوريا: "شهدنا هذا العام موجة جفاف شديدة ولم تنتج أراضينا أي محاصيل وليس لدينا أي مصادر لمياه الشرب سواء لنا أو لحيواناتنا".