كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، أن مدير وكالة المخابرات المركزية "CIA" وليام بيرنز، عقد الاثنين 23 أغسطس/آب اجتماعاً سرياً مع نائب زعيم حركة طالبان الملا عبدالغني برادار.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن هذا اللقاء هو الأعلى مستوى بين مسؤول أمريكي، وجهاً لوجه مع مسؤول من الحركة، منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، وفقاً لما نقلته عن مسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.
تمديد عمليات الإجلاء محور الاجتماع
يأتي قرار الرئيس بايدن بإرسال "كبير جواسيسه"، كما وصفته صحيفة واشنطن بوست، وسط جهود محمومة لإجلاء الأشخاص من مطار كابول الدولي، فيما وصفه الرئيس بأنه "واحد من أكبر وأصعب المطارات وأعقد عمليات النقل الجوي في التاريخ".
امتنعت وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على اجتماع طالبان، لكن من المرجح أن تشمل المناقشات الموعد النهائي الوشيك في 31 أغسطس/آب للجيش الأمريكي لإنهاء الجسر الجوي للمواطنين الأمريكيين والحلفاء الأفغان.
بينما تتعرض إدارة بايدن لضغوط من بعض الحلفاء لإبقاء القوات الأمريكية في البلاد إلى ما بعد نهاية الشهر للمساعدة في إجلاء عشرات الآلاف من مواطني الولايات المتحدة والدول الغربية، وكذلك الحلفاء الأفغان اليائسون للهروب من طالبان.
فيما حذر بايدن، الذي ذكر أن القوات الأمريكية قد تظل في البلاد بعد انقضاء المهلة، من أن الإجلاء سيكون "صعباً ومؤلماً"، مضيفاً أن أخطاء كثيرة قد تقع.
قال مسؤول في طالبان الإثنين إنه لن يتم تمديد المهلة، وإن كان قد أشار إلى أن القوات الأجنبية لم تطلب تمديداً. وقالت واشنطن إن المفاوضات مستمرة.
أشبه بـ"الاستعداد للحرب"
عملت الدول الغربية بأقصى سرعتها الثلاثاء لإجلاء الناس من أفغانستان قبل انقضاء مهلة تنتهي بنهاية الشهر الحالي، في حين واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً متزايدة للتفاوض على إتاحة مزيد من الوقت لإجلاء آلاف العالقين.
حسب وكالة رويترز، سادت حالة من الفوضى شابها العنف أحياناً في مطار كابول؛ إذ تحاول القوات الغربية وحراس الأمن الأفغان إبعاد الحشود الراغبة في الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس/آب.
صرح دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي لرويترز بأن دولاً مختلفة قامت بإجلاء نحو 50 ألف شخص خلال الأيام العشرة الماضية، وتحاول الانتهاء من الأمر قبل انقضاء المهلة المحددة لسحب القوات الأجنبية في 31 أغسطس/آب.
أضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "يعمل كل فرد من القوات الأجنبية بوتيرة تشبه حالة الاستعداد للحرب كي لا يفوت الموعد النهائي".
فيما قال آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي، للصحفيين بعد إفادة بشأن أفغانستان قدمها مسؤولون في المخابرات إنه لا يعتقد أن الإجلاء سيكتمل في غضون الأيام الثمانية الباقية.
أضاف: "أرى أن الأمر ممكن، لكن الاحتمال ضعيف جداً نظرا لعدد الأمريكيين الذين يتعين إجلاؤهم".
كما صرح وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لقناة سكاي نيوز الإخبارية، بأنه يشك في إمكانية تمديد المهلة "ليس بسبب ما قالته طالبان فحسب، لكن إذا نظرنا أيضاً إلى تصريحات الرئيس بايدن العلنية.. فأعتقد أن هذا غير مرجح".