شنّت مقاتلات إسرائيلية، مساء الإثنين 23 أغسطس/آب 2021، سلسلة غارات على 3 مواقعة تابعة للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، ويأتي ذلك استباقاً لفعاليات شعبية تعتزم فصائل المقاومة تنظيمها يوم الأربعاء المقبل.
حيث قصفت طائرات الاحتلال 3 مواقع للمقاومة في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، ومنطقة الزيتون شرق مدينة غزة، وفي شمالي القطاع، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية.
في حين أرجعت القناة 13 الإسرائيلية هذا القصف إلى أنه يأتي رداً على "إطلاق البالونات الحارقة صوب المستوطنات المحيطة بقطاع غزة"، وفق قولها.
بينما لم تعلن وزارة الصحة الفلسطينية حتى اللحظة وقوع إصابات من جراء القصف، فيما لم يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي حول الغارات.
في وقت سابق من يوم الإثنين، قالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية، عبر "تويتر"، إن حرائق اندلعت في منطقة غلاف غزة بسبب "بالونات حارقة".
كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 9 حرائق اندلعت في منطقة غلاف غزة.
ولم تعلن أي جهة في غزة مسؤوليتها عن إطلاق تلك البالونات الحارقة المزعومة.
فعاليات فلسطينية متواصلة
كانت الفصائل الفلسطينية في غزة قد أعلنت، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، استمرار الفعاليات الشعبية، وذلك بعد تهديدات أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، باستهداف الناشطين في قطاع غزة، على خلفية المسيرات التي نُظمت على الحدود مع قطاع غزة، السبت.
نفتالي بينيت وعد في جلسة لحكومته، الأحد، باستهداف الناشطين، قائلاً: "سنحاسب من يستهدف مقاتلينا ومواطنينا"، في إشارة إلى إصابة جندي إسرائيلي خلال مواجهات عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.
أشار بينيت كذلك إلى القصف الذي شنه الجيش الإسرائيلي على القطاع قبل يومين، مؤكداً أن "قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة العسكرية جاهزتان لأي سيناريو".
"سيف القدس لن يُغمد"
إلى ذلك، قال بيان صادر عن لجنة فصائل العمل الوطني والإسلامي: "نستنفركم للحشد والمشاركة في مهرجان سيف القدس لن يغمد، وذلك يومالأربعاء بعد صلاة العصر مباشرة، على أرض مخيم العودة شرق خانيونس".
بدوره، أشار مصدر في لجنة الفصائل، إلى أن هذا المهرجان يأتي ضمن "فعاليات شعبية رفضاً للحصار والمماطلة الإسرائيلية في ملف إعادة إعمار غزة، وابتزاز السكان إنسانياً".
من جانبه، قال محمود خلف، ممثل الفصائل الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي عُقد قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، أن الفعاليات الشعبية مستمرة دون تردد أو تراجع حتى يُكسر الحصار عن غزة، داعياً الشعب إلى "مشاركة واسعة وفق ما تعلنه الفصائل من فعاليات ومحددات، وبما يحقق أهدافه".
تجدر الإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية نظّمت، مساء السبت، مهرجاناً وطنياً قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، بالتزامن مع ذكرى حريق المسجد الأقصى، قمعه الجيش الإسرائيلي المتمركز على الجانب الآخر من السياج الأمني، مسفراً عن إصابة 41 فلسطينياً بجراح مختلفة.
في حين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قيام شاب فلسطيني بإطلاق النار من المسافة صفر على قناص إسرائيلي خلال اعتدائه على المتظاهرين الفلسطينيين شرقي قطاع غزة المُحاصر.
حيث أدخل الشاب سلاحه الناري إلى داخل إحدى فتحات الجدار الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل، ثم أطلق النار باتجاه القناص الذي كان يعتدي على المتظاهرين الذين توافدوا نحو الحدود.
مصر تغلق معبر رفح
في السياق، أعلنت وزارة الداخلية بقطاع غزة، في بيان مقتضب صدر مساء الإثنين، مواصلة السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري بكلا الاتجاهين، الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي.
ولم يصدر عن القاهرة أي إعلان بهذا الخصوص حتى الساعة الـ18:50 ت.غ.
كانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إن إغلاق المعبر يرجع إلى أسباب أمنية، في أعقاب التصعيد الذي جرى يوم السبت 21 أغسطس/آب بين إسرائيل وحماس، حيث قصفت طائرات إسرائيليةٌ مواقع في غزة بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين غزة وإسرائيل في وقت سابق من ذلك اليوم.
يشار إلى أن هذا الإغلاق للمعبر يعد الأول من نوعه منذ أشهر في غير العطل الرسمية.
يُذكر أنه تم تشغيل المعبر استثنائياً اعتباراً من 16 مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع عدوان إسرائيلي دموي على قطاع غزة، لاستقبال الجرحى والمصابين والحالات الإنسانية وإدخال المساعدات، علاوة على عبور العالقين من الجانبين، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
كانت مصر فتحت المعبر إلى أجل غير مسمى في فبراير/شباط الماضي، فيما وُصف بأنها محاولة لتشجيع المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية المجتمعة آنذاك في القاهرة.
جدير بالذكر أن رفح هو المعبر الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي، خاصةً أن إسرائيل تحاصر القطاع منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وتفرض تل أبيب قيوداً صارمة على حركة البضائع والأفراد على مدى سنوات سابقة.