أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، استمرار الفعاليات الشعبية، وذلك بعد تهديدات أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، باستهداف الناشطين في قطاع غزة، على خلفية المسيرات التي نظمت على الحدود مع قطاع غزة السبت.
نفتالي بينيت وعد في جلسة لحكومته، الأحد، باستهداف الناشطين، قائلاً: "سنحاسب من يستهدف مقاتلينا ومواطنينا"، في إشارة إلى إصابة جندي إسرائيلي خلال مواجهات عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.
أشار بينيت كذلك إلى القصف الإسرائيلي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على القطاع الليلة الماضية، مؤكداً أن "قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة العسكرية جاهزون لأي سيناريو".
من جانبه، قال محمود خلف، ممثل الفصائل الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي عُقد قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، أن الفعاليات الشعبية مستمرة دون تردد أو تراجع حتى يكسر الحصار عن غزة.
لم يوضح خلف في كلمته "طبيعة الفعاليات الشعبية وأماكنها"، لكنه دعا الشعب إلى "مشاركة واسعة وفق ما تعلنه الفصائل من فعاليات ومحددات، وبما يحقق أهدافه".
أشار إلى أن "سياسة عزل غزة عن فلسطين لن تنجح"، مجدداً رفض الفصائل لـ"الحصار المفروض على القطاع".وطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بـ"العمل على إنهاء الأزمة الإنسانية بغزة".
فعاليات شعبية
في حين نظّمت الفصائل الفلسطينية، مساء السبت، مهرجاناً وطنياً قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، بالتزامن مع ذكرى حريق المسجد الأقصى، قمعه الجيش الإسرائيلي المتمركز على الجانب الآخر من السياج الأمني، مسفراً عن إصابة 41 فلسطينياً بجراح مختلفة.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قيام شاب فلسطيني بإطلاق النار من المسافة صفر على قناص إسرائيلي خلال اعتدائه على المتظاهرين الفلسطينيين شرقي قطاع غزة المُحاصر.
حيث أدخل الشاب سلاحه الناري إلى داخل إحدى فتحات الجدار الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل، ثم أطلق النار باتجاه القناص الذي كان يعتدي على المتظاهرين الذين توافدوا نحو الحدود.
اعتقال قيادي بالجهاد
في الضفة، اعتقلت السلطة الفلسطينية، الأحد، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، في حين يجري التحقيق مع ناشطين على خلفية وقفة نظمت السبت، وسط مدينة رام الله.
وقالت مجموعة "محامون من أجل العدالة" غير الحكومية في سلسلة منشورات على صفحتها بفيسبوك: "اعتقال الشيخ خضر عدنان من أمام مجمع محاكم رام الله، أثناء اعتصام للمطالبة بالإفراج عن معتقلي المنارة".
وخضر عدنان قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، واشتهر بعدة إضرابات عن الطعام خاضها رفضاً لاعتقاله في السجون الإسرائيلية.
ومنعت الشرطة الفلسطينية، السبت، وقفة في منطقة المنارة وسط رام الله، تطالب بمحاسبة قتلة الناشط السياسي نزار بنات في يونيو/حزيران الماضي، وأوقفت ناشطين كانوا يستعدون للمشاركة فيها، وفق شهود عيان.
قالت المجموعة في بيان مقتضب عبر صفحتها على فيسبوك، إن عدد النشطاء الذين جرى توقيفهم "تجاوز 15″، لافتة إلى أن بينهم الأسير المحرر ماهر الأخرس.
وأضافت: "من بين التهم المنسوبة لمعتقلي المنارة: التجمهر غير المشروع، إثارة النعرات المذهبية، حيث يجري في هذه الأثناء التحقيق مع المعتقلين على هذه التهم".
وقالت المنظمة الحقوقية إن أكثر من 120 مواطناً فلسطينياً اعتقلوا "من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي والانتماء السياسي منذ أيار (مايو) الماضي".
وفي 24 يونيو/حزيران الماضي، توفي بنات (44 عاماً)، بعد ساعات من القبض عليه من طرف قوة أمنية فلسطينية في مدينة الخليل جنوبي الضفة، فيما اتهمت عائلته تلك القوة بـ"اغتياله".
وعقب الحادثة مباشرة، شكلت الحكومة لجنة تحقيق رسمية في وفاته، وأقرت بأن وفاته "غير طبيعية"، وتم إحالة تقرير اللجنة للقضاء العسكري، وجرى اعتقال 14 عنصر أمن فلسطينياً.
وبنات ذو خلفية يسارية ولم يُعرف بانتماء حزبي، وحظي بشهرة واسعة في الشارع الفلسطيني لجرأته وانتقاده الحاد للسلطة الفلسطينية.