نشر الجيش الأمريكي، الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، مجموعة من الصور لجنوده وهم يعتنون بأطفال رُضّع وأطفال أفغان في مطار كابل، حيث تجري عمليات الإجلاء، وسط فوضى عارمة، أثارت انتقادات حادة في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن ما أثار الانتباه أكثر هو فيديو لطفل يدفعه مدنيون فوق أسلاك شائكة، باتجاه جنود أمريكيين يقومون بالتقاطه، وهم يقفون على الجدار المحيط بمطار العاصمة الأفغانية.
"رضيع كابل" يثير الجدل
في هذا التسجيل الذي وضع على تويتر الخميس، يظهر عسكري يلتقط الرضيع من ذراعه ويرفعه لتمريره فوق أسلاك شائكة خارج مطار كابل، قبل أن يقوم جندي آخر يقف وراءه بإنزاله على الجانب الآخر.
رداً على سؤال عن الشريط المصور، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي إنها كانت "مبادرة تعاطف". وأضاف كيربي في مؤتمر صحفي، الجمعة، أن "أحد والدي الطفل طلب من مشاة البحرية (المارينز) رعايته لأنه كان مريضاً".
وتابع أن "أحد جنود مشاة البحرية الذي ترونه وهو يمد ذراعه فوق الجدار، قام بنقل الطفل إلى مستشفى نرويجي موجود في المطار"، مؤكدا أنهم "عالجوا الطفل وأعادوه إلى والديه".
أكد كيربي: "نتحمل بالتأكيد مسؤولية إعادة الطفل إلى والديه. لا أعرف من هو والده، وما إذا كان قد تقدم بطلب للحصول على تأشيرة هجرة خاصة".
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت 21 أغسطس/آب خبراً عن مسؤولين أمريكيين مفاده أن الرضيع الذي سُلم إلى مشاة البحرية الأمريكية في مطار كابل "آمن الآن وتم لم شمله بأسرته".
علقت الصحيفة قائلة: "على مدى عقدين من الزمن أدرك الأمريكيون التكلفة البشرية للحرب في أفغانستان في المقام الأول من خلال مقتل الآلاف من الجنود الأمريكيين والأفغان".
أضافت: "لكن هذا الأسبوع، سلطت صور الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تم رفعهم للقوات الأمريكية، الضوء على الخسائر التي لحقت بالأبرياء ما أثار ردود فعل عاطفية من الناس في جميع أنحاء العالم".
فوضى في محيط المطار
يأتي ذلك بينما أعلنت مجموعة من الدول الغربية إرجاء عمليات الإجلاء بسبب تدهور الوضع الأمني في محيط مطار كابل الدولي، حيث يحتشد الآلاف من الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد.
وزارة الخارجية السويسرية قالت السبت إن سويسرا أرجأت رحلة طيران عارض إلى أوزبكستان بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان المجاورة، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني على الأرض ما أعاق الوصول إلى مطار كابول.
أضافت الوزارة في بيان: "تدهور الوضع الأمني حول مطار كابول بشكل كبير خلال الساعات الماضية. هناك عدد كبير من الأشخاص أمام المطار وأحياناً تعوق المواجهات العنيفة الوصول إلى المطار في كابول".
بينما يواصل آلاف الأفغانيين الراغبين في مغادرة بلادهم، المكوث أمام بوابة مطار كابل، سعياً للخروج في "رحلة الأمل".
حسب ما ذكرته وكالة الأناضول، يستمر آلاف الأفغانيين، بينهم مسنون وأطفال ونساء، الانتظار لليوم الخامس على التوالي، على أمل تجاوز الحواجز المدعومة بالأسلاك الشائكة ودخول المطار لمغادرة البلاد، بعد سيطرة طالبان على مقاليد الحكم.
تسمح القوات الأجنبية المسؤولة عن أمن المطار، بدخول فقط من يمتلك جواز سفر وتأشيرة.
يعد الأطفال والرضع أكثر المتأثرين من الانتظار في ظروف صعبة للغاية، وسط قلة الطعام والماء، مع إصرار الكثيرين على المكوث في المكان حتى دخول مطار كابل وإجلائهم إلى أي دولة أخرى، وفقاً لحديثهم مع وكالة الأناضول.