قال موقع AL-Monitor الأمريكى في تقرير نشره يوم السبت 21 أغسطس/آب 2021 إن قرار استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة يوم 9 أغسطس/آب أثار جدلاً في مصر، وسط اتهامات للحكومة بأنَّها وضعت المطارات المصرية تحت السيطرة الروسية وسمحت للخبراء الروس بالتواجد هناك، في مقابل استئناف رحلات الطيران بين البلدين.
إذ استقبل مطار الغردقة المصري أول رحلة طيران أقلعت من روسيا، وتُقِلُّ على متنها 300 سائح روسي، للمرة الأولى خلال ست سنوات تقريباً. واستقبل مطار شرم الشيخ في اليوم التالي أولى رحلات شركة مصر للطيران من موسكو، أيضاً بعد توقف دام ست سنوات.
تعليق الرحلات
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أَمَرَ في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بتعليق كافة الرحلات الجوية إلى مصر بعدما تحطمت طائرة روسية على متنها أكثر من 200 راكب في شبه جزيرة سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015. ووافقت موسكو في أبريل/نيسان من عام، 2021، على استئناف رحلات الطيران إلى المنتجعات المصرية.
جاءت الاتهامات للحكومة بأنَّها وضعت المطارات المصرية تحت السيطرة الروسية عقب زيارة أجراها وفد أمني روسي مكون من 15 فرداً إلى مطاريّ شرم الشيخ والغردقة في 8 أغسطس/آب 2021 لتفقٌّد إجراءات السفر. ونقلت صحيفة Egypt Independent عن مصادر في مطار الغردقة أن سلطات المطار خصصت شباك خدمات وصالتين للسياح الروس القادمين إلى مصر والمغادرين منها.
في حين صرَّح وزير الطيران المدني المصري، محمد منار عنبة، للمذيع المصري أحمد موسى هاتفياً في برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، يوم 26 يوليو/تموز 2021، بأنَّ المراقبين الروس سيتمركزون بصفة دائمة في مطار الغردقة لضمان استمرار تطبيق إجراءات السفر.
متابعة إجراءات أمن المطار
حيث قال عنبة إنَّ دور المراقبين يشمل متابعة إجراءات أمن المطار والمسافرين، مثل الكاشفات المعدنية، وأمن الطريق من المطار إلى المنتجعات، والفحص العشوائي للمسافرين، وغرفاً أمنية، وكاميرات مراقبة للمسافرين ومنشآت تخزين الأمتعة، فضلاً عن تخصيص بوابة خاصة للرحلات الروسية.
كان وزير النقل الروسي، ماكسيم سوكولوف، قال في 25 مارس/آذار 2021 إنَّ وزارته تعتزم فحص إجراءات السلامة في كافة المطارات المصرية.
من جانبها، صرَّحت سها بهجت محمد فرج، مستشارة وزير السياحة والآثار والمتحدثة الرسمية باسم الوزارة، لموقع Al-Monitor الأمريكي، بأن مصر فتحت أبوابها أمام الخبراء الروس لتفقُّد الإجراءات التي اتخذتها مصر لضمان حماية وسلامة السائحين الروس، خصوصاً في ضوء جائحة فيروس كورونا.
كما قالت إنَّه من الطبيعي تواجد الخبراء الروس في المطارات لمتابعة الإجراءات التي اتخذتها مصر لسلامة المسافرين الروس.
في حين قال وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" في 12 أغسطس/آب، إنَّ السياح الروس يمثلون أكثر من 50% من عدد السياح في مصر، وهو ما يظهر مدى أهمية الروس لقطاع السياحة المصري.
عائدات السياحة
من ناحية أخرى، فقد وصلت عائدات السياحة خلال العام المالي 2016 (العام التالي لسقوط الطائرة الروسية) إلى 3.8 مليار دولار، مقارنةً بـ7.4 مليار دولار في عام 2014 /2015، بتراجع نسبته 48.9%.
كذلك وفي محاولة لتهدئة الرأي العام حول وجود الفرق الروسية في المطارات، قال محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، في مكالمة هاتفية على قناة صدى البلد يوم 9 أغسطس/آب، إنَّ مصر لها السيادة الكاملة على مطاراتها، ولا يوجد تدخل من الجانب الروسي في إدارة المطارات. وأشار إلى أنَّ دورهم يقتصر على تقديم الملاحظات.
في حين ختم حنفي بالقول إنَّ الجانب الروسي لديه كامل الحق في فحص الإجراءات في المطارات المصرية ومراقبة الإجراءات الأمنية، وإنَّ وجودهم أمر طبيعي ويحدث في كل الدول.