قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن الشرطة الإماراتية وبمساعدة الإنتربول ألقت القبض على أحد أكثر الرجال المطلوبين للعدالة في إيطاليا، حيث يعمل تاجر مخدرات يُزعم أنه اشترى لوحتين مسروقتين للرسام الشهير فان جوخ من السوق السوداء.
إذ أعلنت الشرطة العامة الإيطالية وشرطة الجرائم المالية، في بيان مشترك، الخميس 19 أغسطس/آب، أن رافاييلي إمبريالي، وهو زعيم عصابة يُزعم أنها تنتمي إلى مافيا كامورا الإيطالية بنابولي، اعتُقل في 4 أغسطس/آب 2021.
الاحتجاز في الإمارات
أشار البيان إلى أن إمبريالي محتجز في الإمارات إلى حين استكمال وزارة العدل الإيطالية، الإجراءات اللازمة الخاصة بتسليم المجرمين.
في حين قالت وزارة الداخلية الإيطالية إن إمبريالي مطلوب بتهمة التجارة الدولية في المخدرات ضمن أنشطة الجريمة المنظمة التي تقوم بها عصابته، مشيرةً إلى أنه يعتبر أحد أخطر المجرمين الهاربين وعلى رأس قائمة المطلوبين للعدالة في إيطاليا.
كذلك وفي معرض كشفها عن جرائم إمبريالي، قالت الشرطة الإيطالية: "لقد استطاع بناء شبكة معقدة لتهريب المخدرات دولياً، خاصةً الكوكايين". ووفقاً للمحققين الإيطاليين، بدأ إمبريالي نشاطه بوصفه "وسيطاً دولياً" في تجارة المخدرات أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واستند في ذلك إلى علاقاته الوثيقة بمافيا كامورا القوية التي نجت من صراعات مختلفة بين عصابات نابولي.
أما في عام 2016، فعُثر على عملين من أعمال فان جوخ، كانا سُرقا في عام 2002 من متحفٍ بأمستردام، مخبّأين بمزرعة يملكها إمبريالي في محل ميلاده ببلدة كاستيلا ماري دي ستابيا الواقعة في نابولي.
من جانبها قالت الشرطة الإيطالية: "إن الثروة التي راكمها إمبريالي بطرق غير مشروعة، أتاحت له شراء لوحتين من لوحات فان جوخ من السوق السوداء نظير قيمةٍ تعذَّر تحديدها". واللوحتان المشار إليهما هما: لوحة "منظر للبحر في شيفينينغن"، التي رُسمت في عام 1882، والأخرى هي لوحة "الكنيسة الإصلاحية في نوينن" التي يعود تاريخ رسمها إلى عامي 1884-1885، وقد سرقتا من متحف فان جوخ في أمستردام.
العثور على اللوحتين
في سياق متصل عثرت الشرطة الإيطالية على اللوحتين ملفوفتين في ملاءات قطنية محشورة في صندوق ومخبأة خلف جدار في الحمام. وقد عُثر على العملين الفنيين المسروقين خلال حملة مصادرة لممتلكات إمبريال وتاجر مخدرات آخر في مافيا كامورا.
من جهة أخرى، أشارت الشرطة إلى أن إمبريالي أجرى مقابلة في وقت سابق من هذا العام مع صحيفة Il Mattino اليومية التي تصدر من نابولي، ونفى فيها أي صلة له بسرقة اللوحتين وادَّعى انه اشتراهما؛ لأنه عاشق للفنون مولع بها.
حيث قال إمبريالي للصحيفة: "اشتريتهما من السارق على الفور، لأن الثمن كان مغرياً، لكن السبب الأهم لشرائهما أنني مولع بالفنون". ولم يخفِ إمبريالي خلال اللقاء أنه عاش في دبي لسنوات.
لكن في تقرير آخر، أوردت صحيفة La Repubblica الإيطالية أن إمبريالي -الذي كان ينتمي إلى عشيرة أماتو باغانا- غادر إيطاليا في التسعينيات وتوجه إلى أمستردام للعمل بإدارة أحد المقاهي بها، ثم دخل في تحالفات مع مهربين هولنديين.
حيث قالت الصحيفة الإيطالية إن إمبريالي الذي تاجر أولاً في حبوب الإكستازي المخدرة، عقد أمره على التجارة في مخدر الكوكايين الأكثر ربحاً، حيث نقل أطناناً من المخدرات عبر هولندا ثم إلى بقية السوق الأوروبية بمساعدة تجار من أمريكا الجنوبية، فيما كان يدير في الوقت نفسه مطاعم وشركات استثمارية معلنة.