ذكر موقع Quartz الأمريكي، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جمّدت ممتلكات الحكومة الأفغانية داخل البنوك الأمريكية، لتمنع بذلك حركة طالبان من الوصول إلى مليارات الدولارات، التي تُمثّل جزءاً كبيراً من احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، مؤكداً أن حجم الوديعة وصل إلى 22 طناً من الذهب، حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2020، وهي أحدث بيانات متوافرة في الوقت الحالي.
يأتي هذا القرار في وقت قال صندوق النقد الدولي، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، إن أفغانستان لن يكون بمقدورها الوصول إلى موارد الصندوق، بما في ذلك تخصيص جديد لاحتياطيات حقوق السحب الخاصة، بسبب عدم وضوح حكومتها.
مبالغ خيالية
حسب المصدر نفسه، فقد شملت الأصول المُجمّدة مخزوناً من السبائك الذهبية التي تم إيداعها في بنك الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك، ووفقاً للأرقام المعلنة بواسطة المصرف المركزي الأفغاني فإنه وفقاً لأسعار الذهب الحالية بقياسات مؤسسة لندن لسوق السبائك الذهبية، فإنّ هذا الذهب تصل قيمته إلى 1.25 مليار دولار.
فيما يُمثّل هذا الذهب أكثر من عُشِر الاحتياطيات المملوكة للحكومة الأفغانية، سواء داخل البنوك المحلية أو في دول أخرى مثل الولايات المتحدة.
إذ كان المصرف المركزي الأفغاني يمتلك نحو 10 مليارات دولار من الأصول الاحتياطية حتى يونيو/حزيران، وفقاً للبيانات الصادرة عنه.
كما يُعَدُّ هذا الرقم كبيراً بالنسبة لأفغانستان، التي وصل الناتج المحلي الإجمالي فيها عام 2020 إلى نحو 20 مليار دولار وفقاً للبنك الدولي.
الولايات المتحدة جمّدت أصول أفغانستان
يتواجد الشطر الأعظم من الاحتياطي الذي يصل إلى 10 مليارات دولار خارج البلاد، رغم أنّ خزائن المصرف المركزي نفسها تحوي 160 مليون دولار على الأقل من الذهب والفضة، إلى جانب كنزٍ من الحلي الذهبية القديمة التي كانت جزءاً من الكنز الباختري المُنتشل من مواقع دفن يصل عمرها إلى 2000 سنة.
فيما قدّر صندوق النقد الدولي، في يونيو/حزيران، أنّ هذه الاحتياطيات تكفي لسداد قيمة واردات أفغانستان لمدة 15 شهراً.
في حين لا أحد يعلم نسبة الأصول الاحتياطية الأفغانية المتواجدة داخل البنوك الأمريكية على وجه التحديد، لكن نحو 4.2 مليار دولار متواجدة في صورة سندات خزانة أمريكية، وأذونات خزانة، وسندات حكومية دولارية أمريكية.
كانت الولايات المتحدة قد جمّدت من قبل أصول أفغانستان عام 1999، بعد ثلاث سنوات من سيطرة طالبان للمرة الأولى على البلاد.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2002، بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بحكومة طالبان، تم تحرير ذهب قيمته 193 مليون دولار وأصول أخرى بقيمة 24 مليون دولار كانت داخل الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
سيطرة طالبان على أفغانستان
يأتي هذا بعد أن أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
بعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة، بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة في غياب الدعم الأمريكي.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.