قرّر الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته على حدود قطاع غزة، تحسباً لمواجهات مع الفلسطينيين خلال "يوم الغضب" الذي تخطط له حركة المقاومة الإسلامية حماس، يوم السبت 21 أغسطس/آب 2021، في ذكرى إحراق المسجد الأقصى.
وقع حادث إحراق المسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/آب 1969، على يد شخص أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن.
إذ التهمت النيران حينها كامل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية من المسجد، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية الخميس "سيزيد الجيش قواته ويزيد استعداده في قطاع غزة قبل (يوم الغضب)، الذي تخطط له (حركة) حماس في يوم السبت المقبل".
إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى
بينما أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء 18 أغسطس/آب، إطلاق سلسلة فعاليات تبدأ بمهرجان مركزي على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، السبت، بالتزامن مع ذكرى إحراق المسجد الأقصى.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الفصائل بمدينة غزة، عقب اجتماع لها للتباحث في الانتهاكات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، واستمرار الحصار المفروض على القطاع.
قال محمود خلف في كلمة ألقاها ممثلاً عن الفصائل خلال المؤتمر: "بينما يتصاعد العدوان على قدسنا والضفة الغربية (…) وتزداد وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، من قبل الاحتلال نعلن عن انطلاق سلسلة فعاليات".
أضاف خلف أن "الفعاليات تبدأ بالمهرجان المركزي في الذكرى الـ52 لإحراق المسجد الأقصى على الحدود الشرقية بين قطاع غزة وإسرائيل، السبت المقبل"، دون تفاصيل حول طبيعة الفعاليات الأخرى.
تواطؤ إسرائيلي في الجريمة
يوم 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى.
جاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.
شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة، وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
التهمت النيران أيضاً منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كان لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى. وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه.
بينما قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى.