تعمد مراسل قناة تلفزيونية إسرائيلية عدم الكشف عن هويته خلال إجرائه حواراً مع المتحدث باسم حركة "طالبان" الأفغانية، سهيل شاهين، وفق تقرير للقناة مساء الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
الوكالة أشارت إلى أن حركة طالبان عبرت مراراً عن دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما أن حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت من أوائل المهنئين لطالبان بسيطرتها على كامل أفغانستان بعد دخولها العاصمة كابول الأحد 15 أغسطس/آب.
بينما نشر المتحدث باسم حركة طالبان، سهيل شاهين، تغريدة على صفحته بموقع تويتر أكد فيها أنه لم يكن يعلم أن محدثه من قناة إسرائيلية، وكتب: "أقوم بالعديد من المقابلات مع الصحفيين كل يوم بعد سقوط مراكز المحافظات في أفغانستان والعاصمة كابول في الإمارة الإسلامية".
أضاف سهيل شاهين: "ربما يتنكر بعض الصحفيين لكني لم أجرِ مقابلة مع أي شخص يعرّف عن نفسه بأنه من إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية".
ماذا جاء في حوار القناة الإسرائيلية؟
في التفاصيل، اتصل "روعي كايس"، مراسل الشؤون العربية في قناة "كان" الإسرائيلية (رسمية)، بشاهين، وهو متواجد حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، طارحاً أسئلة بعضها عن العلاقة بين "طالبان" وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
قال "كايس"، في تقرير بثته القناة مساء الثلاثاء، إن شاهين يُعتبر حالياً أحد الأشخاص الأكثر طلباً من جانب الإعلام الأجنبي. وأوضح أنه "خلال الاتصال قدمنا أنفسنا كقناة "كان"، ولم نؤكد حقيقة أننا وسيلة إعلام إسرائيلية".
في التسجيل، يُسمع صوت سهيل شاهين وهو يسأل المراسل الإسرائيلي: "من أي تلفزيون أنت؟"، ليرد الأخير: "كان نيوز.. كان نيوز".
كما قال شاهين: "يجب ألا يخاف الناس ويهربوا. تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعني أن يموت الناس، بل سيكون هناك المزيد من السلام والاستقرار".
أضاف سهيل شاهين أن "طالبان" تسعى إلى أن تكون علاقاتها جيدة مع العالم". وتابع: "هناك الكثير من الدمار في البلاد، لقد عانى الناس في حرب استمرت 20 عاماً. نريد المساعدة في إعادة بناء البلاد ونريد أن تكون هناك حرية".
عندما سأل "كايس" المتحدث باسم "طالبان" عن مصير الأقليات في أفغانستان، وبينهم "زبولون سيمانتوف"، وهو آخر يهودي في كابول، قال شاهين: "لا أعرف اليهودي الأخير".
أردف: "لا نؤذي الأقليات. هناك سيخ وهندوس في البلاد، ويمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية".
علاقة طالبان بحركة حماس
الإثنين الماضي هاتف رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان"، مهنئاً "بزوال الاحتلال الأمريكي عن أفغانستان".
تمنى "برادر"، بحسب بيان للحركة، لفلسطين "وشعبها المظلوم النصر والتمكين ثمرةً لجهادهم ومقاومتهم"، داعياً الدول والشعوب إلى نصرة الشعب الفلسطيني.
مجيباً عن سؤال للمراسل الإسرائيلي حول ما قد يكون وراء تهنئة هنية، قال سهيل شاهين: "إن هنأتنا حماس على الحرية وزوال الاحتلال فهذا جيد". واستطرد: "لكن ليس لدينا تعاون مع حماس في أي منطقة. قاتلنا الاحتلال في أفغانستان فقط. أشكر من يهنئنا باستقلالنا".
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، عبر "تويتر"، إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة "طالبان" ستكون له تداعيات على مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلى أمن إسرائيل، من دون توضيح.