استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعبَّر أردوغان عن استعداد بلاده للتوسط من أجل حل النزاع بين إثيوبيا والسودان بشأن منطقة القفشة، بينما أكد آبي أحمد رغبة بلاده في تعميق العلاقات مع أنقرة.
قبل يوم من الزيارة الرسمية، قالت الرئاسة التركية، إن زيارة أحمد تنطوي على أهمية بالغة؛ لتزامنها مع الاحتفال بالذكرى السنوية الـ125 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدةً أن أردوغان وأحمد سيبحثان العلاقات الثنائية بجوانبها كاملةً، وسبل تعزيزها في المجالات والقطاعات كافة، إضافة إلى مناقشة القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أردوغان يعرض وساطته
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
فقد أشار أردوغان إلى أنه تناول مع الجانب الإثيوبي التطورات الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا.
كما شدّد على أن تركيا تولي أهمية لسلام واستقرار ووحدة إثيوبيا التي تتمتع بموقع استراتيجي وهام، وأضاف: "نولي أهمية كبيرة لحل المشاكل القائمة في إطار ضبط النفس، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
الرئيس التركي أوضح أنَّ تفاقم الوضع سيؤثر سلباً على جميع دول المنطقة، لافتاً إلى أن "التوتر في منطقة الفشقة بين أصدقائنا بالسودان وإثيوبيا كان مطروحاً على جدول أعمال اللقاء اليوم".
في السياق نفسه، ذكر أردوغان أن هذه القضية بحثها أيضاً مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، الذي استضافه بأنقرة، الأسبوع الماضي.
قبل أن يختتم تصريحه، بتأكيد أن "تركيا على استعداد للمساهمة بكل الطرق لحل النزاع ودياً بين السودان وإثيوبيا بشأن منطقة الفشقة، وضمن ذلك الوساطة".
آبي أحمد يشيد بـ"نفوذ تركيا"
فقد صرح في المؤتمر نفسه، بأن تركيا دولة تتمتع بنفوذ عالمي، ولها دور في هيكلة العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن بلاده تولي "أهمية كبيرة لصداقتها مع تركيا"، كما صرح في هذا الخصوص: "لتركيا وإثيوبيا حضارتان غنيتان بالثقافة والتاريخ، وأسسهما تعود إلى القرن السادس عشر".
رئيس الوزراء الإثيوبي شدد على أن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس متينة من الاحترام والثقة المتبادلين، فضلاً عن التعاون من أجل التطوير والتنمية المشتركة.
كما أشاد بالدور الإقليمي الذي تتمتع به أنقرة، وصرح في هذا الخصوص قائلاً: "تركيا دولة تتمتع بنفوذ عالمي، ولها دور في هيكلة العلاقات الدولية، بسبب موقعها الاستراتيجي وفي الوقت نفسه لكونها جسراً يربط بين آسيا وأوروبا".
قبل أن يصف تركيا بأنها نموذج للتنمية الوطنية، وهي دولة بَنت اقتصاداً قوياً وديناميكياً لخدمة مصالح شعبها.
وذكر أحمد أن تركيا تنمو باستمرار في كل مجال وفق رؤية الرئيس أردوغان، مؤكداً أن إثيوبيا وتركيا تواصلان العمل على تعزيز علاقاتهما وتطويرها منذ أبريل/نيسان 2018.
مراسم رسمية
حسب وكالة الأناضول للأنباء، فإن فرقة الخيالة رافقت سيارة رئيس الوزراء الإثيوبي حتى الباب الرئيسي للمجمع الرئاسي، حيث كان الرئيس أردوغان في استقباله.
بعد وصول أردوغان وأحمد إلى منصة البروتوكول، عُزف النشيدان الوطنيان التركي والإثيوبي وأطلقت المدفعية 21 طلقة، ترحيباً بالضيف.
كما حيّا أحمد حرسَ الشرف، ثم توجه أردوغان ورئيس الوزراء الإثيوبي لالتقاط صور أمام علمَي بلديهما، وتوجها عقب ذلك لعقد لقاء ثنائي وآخر على مستوى الوفود.
وقد حضر مراسم الاستقبال وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة إبراهيم كالن، وغيرهم من الوزراء والمسؤولين الأتراك.