أعلن موقع يوتيوب التابع لشركة ألفابت، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أنه يحظر حسابات يُعتقد بأن حركة طالبان الأفغانية تملكها وتديرها، وذلك بعد ساعات من تصنيف شركة "فيسبوك" للحركة كـ"منظمة إرهابية"، مع حظر المحتوى الخاص بها على منصة التواصل الاجتماعي.
هذه الخطوات تأتي ضمن إسراع شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية لتوضيح قواعدها بشأن حركة طالبان التي باتت تسيطر حالياً على أفغانستان.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن خدمة التراسل (واتس آب)، التابعة لفيسبوك، أغلقت خط شكاوى ساخناً أنشأته طالبان بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، ذكرت إدارة "فيسبوك" أنها خصصت مجموعة من الخبراء الأفغان لمراقبة وحذف الروابط المرتبطة بالحركة، مشدّدة على أن سياستها تنطبق على جميع المواقع التابعة لها مثل "إنستغرام" وتطبيق "واتس آب".
كما أشارت "فيسبوك" إلى أنها ستقوم باتخاذ إجراءات أخرى (لم تحددها) في حال اكتشفت أن هناك حسابات على التطبيق تابعة لطالبان، مؤكدة أن طالبان تخضع لعقوبات بموجب قانون الولايات المتحدة.
بينما لم ترد "فيسبوك" بعد على طلب من وكالة رويترز للتعليق.
كذلك، أعلنت شركة "تويتر" أنها تعمل على ضبط مئات الآلاف من الحسابات للسيطرة على الدعاية والترويج لـ"العنف والكراهية"، والتي قالت إنها من أساسيات سياسات الشركة، في حين لم تعلن حتى الآن عن أي من توجهاتها العامة إزاء حركة طالبان.
سيطرة طالبان
كانت "طالبان" قد أعلنت، الأحد 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرتها على العاصمة كابول، وعواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.
بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها الأحد على عواصم 7 ولايات.
في حين أفادت مصادر محلية، الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عمن وصفته بالمسؤول الكبير في وزارة الداخلية الأفغانية أنَّ غني غادر إلى طاجيكستان.
من جهته، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز، إنه لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني، لأسباب أمنية.
يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.
نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.
يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.