هدد حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، حركة "طالبان" بتوجيه ضربات جوية من "مسافة بعيدة"، إذا سمحت بأن تصبح أفغانستان تربة خصبة للإرهاب، مؤكداً أن الحلف لا يزال لديه- رغم انسحابه- القوة العسكرية لتنفيذ هذه الضربات، وذلك وفق ما أكده الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، في أول مؤتمر صحفي له منذ سقوط كابول في يد الحركة.
وبعد استيلاء "طالبان" على العديد من عواصم الولايات الرئيسية في الأيام الأخيرة، وإجبار القوات الحكومية على الاستسلام أو الفرار، وصل مقاتلو الحركة الأحد إلى العاصمة وأعلنوا السيطرة على البلاد.
موقف الحلف
ستولتنبرغ، صرح في المناسبة نفسها قائلاً: "يتحمل من يقبضون على زمام السلطة في أفغانستان الآن مسؤولية ضمان ألا يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئ قدم لهم".
كما أضاف: "لدينا القدرة على ضرب الجماعات الإرهابية من مسافة بعيدة إذا رأينا أن الجماعات الإرهابية تلك تحاول ترسيخ موقعها وتخطط وتنظم هجمات على حلفاء حلف شمال الأطلسي ودولهم".
يذكر أن قتال القاعدة، التنظيم المسلح المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول والذي استضافت طالبان قيادته، كان السبب الرئيسي في تدخل الغرب في أفغانستان عام 2001 فيما أصبحت أكبر عملية خارجية لحلف الأطلسي خارج أوروبا.
لكن بعد أن اختتم الحلف العمليات العسكرية هذا الصيف بعد قرابة العقدين، أحرزت طالبان تقدماً خاطفاً واستولت على أكبر مدن أفغانستان خلال أيام.
فيما حدت سيطرة الحركة المفاجئة على العاصمة كابول بآلاف الأشخاص إلى الفرار إلى مطار المدينة، الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش الأمريكية، في محاولة مستميتة لاستقلال رحلات الإجلاء.
سؤال مؤثر من صحفية أفغانية
وفي بروكسل، سألت صحفية أفغانية وهي تغالب دموعها ستولتنبرغ عما سيفعل الغرب لكل أولئك المستضعفين في بلدها؛ مما أثر بوضوح على الأمين العام للحلف.
بينما دعا ستولتنبرغ طالبان إلى تسهيل مغادرة جميع من يريدون الرحيل، وقال إن أعضاء الحلف الدفاعي الغربي اتفقوا على إرسال مزيد من طائرات الإجلاء إلى كابول.
كما عبر في الوقت نفسه عن إحباطه من القيادة الأفغانية، محملاً إياها مسؤولية نجاح طالبان السريع.
قال ستولتنبرغ بهذا الخصوص: "جزء من قوات الأمن الأفغانية حارب بشجاعة.. لكنهم لم يتمكنوا من تأمين البلاد؛ لأن القيادة السياسية الأفغانية فشلت في آخر الأمر في الوقوف في وجه طالبان وتحقيق الحل السلمي الذي ينشده الأفغان بشدة".