غياب بايدن عن تطورات الوضع الأفغاني يثير عاصفة من الانتقادات.. اضطر لقطع إجازته والعودة لواشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/16 الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/16 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن/ رويترز

أثار غياب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تطورات الأحداث المتسارعة في أفغانستان تساؤلات وعاصفة من الانتقادات المتزايدة، حيث إنه يواجه ضغوطاً متصاعدة بسبب الفوضى في كابول، وبينما يعقد اجتماعات عبر تطبيق Zoom مع مجلس الأمن القومي في إدارته وهو يجلس وحيداً في منتجع كامب ديفيد، يتساءل العالم الآن: "أين جو؟!"، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Daily Mail الأمريكية، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021.

بايدن يقطع إجازته

على أثر تلك الانتقادات الكثيرة، اُضطر بايدن لقطع عطلته، وأعلن البيت الأبيض أنه سيعود إلى العاصمة واشنطن قادماً من منتجع كامب ديفيد، في وقت لاحق من الإثنين، للإدلاء بتصريحات بشأن أفغانستان.

البيت الأبيض أضاف أن بايدن سيتحدث الساعة الـ3:45 مساءً (19.45 بتوقيت غرينتش).

يشار إلى أن الرئيس والسيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، وصلا لمنتجع كامب ديفيد، الجمعة 13 أغسطس/آب، وكانا يُفترض أن يبقيا هناك حتى الأربعاء 18 أغسطس/آب.

صمت بايدن

فقد ظل بايدن صامتاً بشأن أزمة أفغانستان، في أثناء دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابول، وحتى بعد أن انهارت عملية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وهو الأمر الذي فجّر انتقادات لاذعة ضده من قِبل البعض.

تمثلت أبرز الانتقادات الحادة لبايدن في دعوة الرئيس السابق دونالد ترامب، خليفته جو إلى الاستقالة، على خلفية انتصار حركة طالبان في أفغانستان، وكذلك بسبب ما اعتبر أنه سوء إدارة من جانب بايدن لملفات أخرى مثل الجائحة.

حيث كتب ترامب، في بيان له، بعد سيطرة طالبان على كابول: "حان الوقت كي يستقيل جو بايدن"، بسبب "عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان، جنباً إلى جنب مع الارتفاع الهائل (في الإصابات) بكوفيد، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المُعَطّل"، وأضاف في بيان آخر أن "ما فعله بايدن بأفغانستان أسطوري، سيُصبح إحدى أعظم الهزائم في التاريخ الأمريكي".

"غياب القيادة"

كما وصف الجمهوريون غياب القيادة بالأمر "المحرج"، وانتقدوا خروج بايدن في عطلة بمنتجع كامب ديفيد، الأحد 15 أغسطس/آب.

من جهته، قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي، ستيف سكاليس، إن الأزمة كانت "إخفاقاً ملحمياً للسياسة الخارجية للرئيس بايدن".

بدوره، ذكر جيم جوردان، النائب الجمهوري عن الدائرة الرابعة بولاية أوهايو، خلال حديثه عبر برنامج Sunday Morning Futures الذي يُعرض على قناة Fox News: "الأشياء الأولى أولاً، لماذا بايدن في عطلة، ولماذا لا تتلقى إدارته سؤالاً واحداً؟ هذا محرج".

كذلك، غرد عضو الكونغرس الجمهوري، الذي يعد حليفاً لترامب، أمس الأحد، قائلاً: "أمريكا في أزمة. أفغانستان في فوضى. لماذا بايدن في عطلة؟!".

في حين أدلى بايدن بتصريح، السبت 14 أغسطس/آب، بعد الظهيرة، حول الأزمة التي تكشفت، حيث أعلن إرسال 5000 جندي؛ للمساعدة في عمليات الإجلاء، وألقى اللوم كذلك على ترامب في عملية الانسحاب الكارثية.

منذ ذلك الحين، لم يقدم الرئيس أي تصريحات أو بيانات مكتوبة أو شفهية.

لكن البيت الأبيض فعل ذلك من خلال تغريدة مصحوبة بصورة لبايدن بينما تجرى إحاطته عبر الفيديو وهو في منتجع كامب ديفيد، الأحد، بشأن تطورات الأحداث الجارية في أفغانستان.

فقد كُتب مع الصورة: "التقى الرئيس ونائبة الرئيس هذا الصباح مع فريق الأمن القومي وكبار المسؤولين؛ للاستماع إلى تطورات الأحداث حول سحب موظفينا المدنيين من أفغانستان، وإجلاء المتقدمين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة والحلفاء الأفغان الآخرين، والموقف الأمني المستمر في كابول".

"أمريكا في أزمة"

من جانبها، أكدت إليز ستيفانيك، رئيسة المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب، أن أمريكا في أزمة، بينما جو بايدن في عطلة!

فيما غردت النائبة الجمهورية لورين بويبرت: "أي شخص يسمي نفسه رئيس الولايات المتحدة، لا ينبغي له أن يكون في عطلة بينما العالم ينهار مِن حوله. يتواصل التقصير في أداء الواجب…"

أما عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس، توم كوتون، فقد اتهم بايدن بـ"الاختباء"، متسائلاً: "لماذا يختبئ جو؟! يجب أن يخاطب الأمة فوراً ويستجيب للموقف الكارثي في أفغانستان. المؤتمرات الهاتفية بين وزراء الحكومة وأعضاء مجلس الشيوخ لا تكفي في أي أزمة".

كان بايدن قد أجاب، في 8 يوليو/تموز الماضي، حينما سُئل عما إذا كان استيلاء طالبان على السلطة "محتوماً"، قائلاً: "كلا، ليس كذلك. لأن القوات الأفغانية لديها 300 ألف جندي مجهز تجهيزاً جيداً، بجانب الطعام مثل أي جيش في العالم، ولديه قوات جوية، ضد نحو 75 ألف مقاتل من طالبان. لذا ليس محتوماً".

سيطرة طالبان

كانت "طالبان" قد أعلنت، الأحد 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرتها على العاصمة كابول، وعواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.

بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها، الأحد، على عواصم 7 ولايات.

في حين أفادت مصادر محلية، الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عمن وصفته بالمسؤول الكبير في وزارة الداخلية الأفغانية، أنَّ غني غادر إلى طاجيكستان.

من جهته، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز، إنه لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني، لأسباب أمنية.

يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت، قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.

نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.

يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​

تحميل المزيد