قال موقع صحيفة New York Post الأمريكية في تقرير نشره الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن مصادر استخباراتية، إن الصين مستعدة للاعتراف بقادة حركة طالبان حكاماً شرعيين في أفغانستان إذا تمكنت الحركة من إطاحة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في كابول، الأمر الذي من شأنه أيضاً أن يقوض النفوذ الرئيسي لإدارة بايدن ضد المتمردين في أفغانستان.
فقد سبق أن ضغطت بكين على حركة طالبان للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة الرئيس أشرف غني، وانضمت إلى دول أخرى، من ضمنها الولايات المتحدة، في تأكيد عدم الاعتراف بأي حكومة "مفروضة من خلال استخدام القوة العسكرية".
علاقات رسمية مع طالبان
رغم ذلك، دفعت التقييمات العسكرية والاستخباراتية الصينية الجديدة القادة في بكين إلى الاستعداد لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهم مع طالبان، وفقاً لتقرير صدر عن شبكة الإعلام الأمريكية US News & World Report، استشهد بمصادر استخبارات أمريكية وأجنبية متعددة.
إضافة إلى ذلك فقد سبق أن التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، زعيمَ طالبان البارز الملا عبدالغني برادار والوفد المرافق له بمدينة تيانجين في يوليو/تموز 2021، حيث تحسنت العلاقات بين الطرفين قبل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
في ذلك الوقت، شدد وانغ على أن بكين تحترم استقلال أفغانستان وتلتزم دائماً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، بينما تنتقد التدخل الأمريكي.
حيث قال وزير الخارجية الصيني إن الانسحاب المتسرع للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "يكشف فشل السياسات الأمريكية ويوفر للشعب الأفغاني فرصة مهمة لتحقيق الاستقرار في بلاده وتطويرها".
الاستيلاء على مدن أفغانية
وشهد يوم الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، استيلاء طالبان على ثلاث عواصم إقليمية أخرى في أفغانستان، من ضمنها "عسكر جاه" عاصمة ولاية هلمند، حيث هزم المتمردون القوات الحكومية.
من جانبها لم تستجب وزارة الخارجية الصينية لطلبات التعليق من قبل US News، لكن تايلر غوست، الخبير في صنع قرارات الأمن القومي الصيني، قال إنها لعبة استراتيجية من قبل الصين.
إذ قال غوست، الأستاذ بجامعة براون، لوكالة الإعلام الأمريكية US News: "إذا كان لديك احتمال جيد لوصول حكومة جديدة إلى السلطة، فقد يكون من المفيد تهيئة الظروف لذلك، بحيث إذا نجح هؤلاء الأشخاص في الاستيلاء على السلطة، فأنت في وضع جيد لمساومتهم".
أضاف غوست: "في هذه الحالة، من المرجح أن تكون أي علاقات محتملة بين الجماعات الإسلامية بأفغانستان ومقاطعة سنغان الصينية ذات الأغلبية المسلمة في المقدمة والمركز في أذهان صناع القرار الصينيين". وقال في إشارة إلى المقاطعة المضطربة بغرب الصين: "إنها أولوية مركزية بالنسبة لهم".
مستقبل أفغانستان
وذكر أن "بكين لا تركز بالضرورة على العوامل التي تعدّها الولايات المتحدة أساسية لمستقبل أفغانستان، مثل الحفاظ على الانتخابات الديمقراطية أو حقوق الإنسان".
لكن استعداد الصين للاعتراف بـ"طالبان" -إذا أطاحت الجماعة النظام الأفغاني- يقوض محاولات واشنطن الضغط على المتمردين للعودة بحسن نية إلى المحادثات الدبلوماسية في قطر.
فيما قالت وكالة الإعلام الأمريكية US News إن المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد، عاد إلى قطر هذا الأسبوع؛ لإجراء مفاوضات.
في غضون ذلك، قال يون صن، مدير برنامج الصين بمركز ستيمسون، لوكالة الإعلام الأمريكية US News، إن ما يظهر واضحاً من الخطوة الأخيرة للصين هو أن الأهداف الأمريكية الانتقالية لأفغانستان قد باءت بالفشل.
أضاف صن أيضاً: "بشكل أساسي، الاعتراف بشرعية طالبان يعني ضمنياً الفشل التام للولايات المتحدة على مدى عشرين عاماً من الحرب في أفغانستان".