قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، إن أحد مستخدمي فيسبوك، ويدعى ويلسون إدواردز، والذي زعم أنه عالم أحياء سويسري، كتب بتاريخ 24 يوليو/تموز، منشوراً ينتقد فيه موقف الولايات المتحدة من تحقيق منظمة الصحة العالمية في منشأ فيروس كورونا المستجد.
إذ قال إدواردز، في تدوينته على فيسبوك، إن هذا التحقيق مسيّس. وكتب أن إدارة بايدن "لم تدخر جهداً لإعادة بناء النفوذ الأمريكي في المنظمة". وأضاف أن الولايات المتحدة، وليس الصين، هي التي كانت تحاول التأثير على التحقيق في منشأ فيروس كورونا، مستشهداً بمصادر في منظمة الصحة العالمية زعم أنها أخبرته بأن "الولايات المتحدة مهووسة بمهاجمة الصين في قضية تتبُّع منشأ الفيروس لدرجة أنها تُعمي عينيها عن البيانات والنتائج".
اهتمام صيني كبير
في المقابل اجتذب المنشور اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الحكومية الصينية، التي استغلته لدعم موقف الصين من التحقيق. وكتبت شبكة تلفزيون الصين الدولية CGTN، أن هذا المنشور دليل على "الترهيب" الذي تتعرض له المجموعة الاستشارية المعنية بتتبع منشأ فيروس كورونا والتابعة لمنظمة الصحة العالمية.
لكن الدبلوماسيين السويسريين خرجوا يوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، بمعلومة لا تبعث على الراحة: وهي أن ويلسون إدواردز لا وجود له. وطلبت السفارة السويسرية في بكين، في إشارة إلى أن الحساب كان على الأرجح مصدر "أخبار زائفة"، من وسائل الإعلام الصينية حذف الخبر. ويبدو أن شبكة تلفزيون الصين الدولية والوسائل الإعلامية الأخرى قد امتثلت لطلبها بهدوء.
في حين ساهمت منشورات حساب ويلسون إدواردز على الشبكات الاجتماعية في تطور الأحداث هذا. ولكن حتى قبل أن تتدخل السفارة، صحبت هذه المنشورات بعض العلامات التحذيرية. إذ بدا أن الحساب قد أُنشئ منذ فترة قريبة ولم يكن يضم سوى ثلاثة أصدقاء، ولم يضم صورة تعريفية أو معلومات أخرى، بخلاف أن موقعه في برن بسويسرا.
فيما لم يرد الحساب فوراً على رسالة تطلب التعليق.
اتهامات للإعلام الصيني
في المقابل اتُّهمت وسائل الإعلام الحكومية الصينية باستغلال هويات زائفة من قبل. إذ ساهمت صحفية فرنسية تُدعى لورين بوموند، في تغطية شبكة تلفزيون الصين الدولية لإقليم شينجيانغ والتي أعطت صورة مشرقة عما يحدث في الإقليم عكس مزاعم القمع الجماعي لشعب الإيغور.
لكن صحيفة Le Monde ذكرت في مارس/آذار 2021، أنه لم يُعثر على هذه الصحفية الفرنسية. وقالت وزارة الخارجية الصينية في وقت لاحق إنها موجودة، وإن كانت غير مسجلة رسمياً، لكنها لم تذكر ما إذا كانت قد استخدمت اسمها الحقيقي.
كما أشارت وسائل إعلام صينية مدعومة من الدولة، دون أدلة مؤكدة، إلى أن الولايات المتحدة قد تكون منشأ فيروس كورونا. إذ نقل مقال في النسخة الإنجليزية من صحيفة Global Times، نُشر يوم الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، عن "مُطّلع" لم تذكر اسمه، قوله إن الولايات المتحدة تُعتبر الآن "مشتبهاً رئيسياً في تسريب فيروس كورونا".