أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، عن قلقها إزاء "اختطاف واختفاء" مدير مكتب النائب الأول لرئيس الحكومة الليبية، "رضا الفريطيس"، وزميل له في العاصمة طرابلس، بواسطة مسلحين، ولم يتم الكشف مصيرهما منذ 8 أيام.
يأتي هذا في الوقت الذي لم تصدر فيه أي إفادة من الحكومة، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، في هذا الشأن، ويوم الأحد 8 أغسطس/آب الماضي، دعا موظفو ديوان مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في مدينة بنغازي (شرق) "الدبيبة"، إلى كشف ملابسات اختطاف رئيسهم، رضا الفريطيس، ومحاسبة الجهة المسؤولة.
مصيرهما ما زال مجهولاً
قالت البعثة، في بيان إن "مسلحين مجهولين اختطفوا الفريطيس مع زميله (لم تسمه)، في 2 أغسطس/آب الجاري، عقب زيارته مقر الحكومة في طرابلس".
كما أضافت أن مصير ومكان المختطفين لا يزال مجهولاً، وأنها "تخشى على سلامتهما وأمنهما".
البعثة الأممية أعربت كذلك عن "مزيد من القلق إزاء تعرض الأفراد الذين كان لهم دور في دعم التحول الديمقراطي في ليبيا، ومؤسسات الدولة، للاستهداف بهذه الطريقة".
وحذرت من أن هذه الممارسات قد "تترتب عليها تداعيات خطيرة على عملية السلام والمصالحة وعلى توحيد المؤسسات الوطنية بشكل كامل".
دعوة للتحقيق
لسنوات عانى البلد الغني بالنفط من نزاع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.
في السياق نفسه، دعت البعثة الأممية "السلطات الليبية إلى التحقيق بشكل كامل في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
كما أفادت بأنها وثقت "عدداً من حالات الاعتقال والاحتجاز غير القانونيين والاختفاء القسري والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء لمواطنين ومسؤولين وصحفيين وأعضاء في المجتمع المدني ومدافعين عن حقوق الإنسان، العام الماضي"، بحسب البيان.
جدير ذكره أنه منذ أشهر، شهدت ليبيا انفراجاً سياسياً، برعاية الأمم المتحدة، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تولت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
لكن حفتر لا يزال بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود ميليشيا مسلحة تسيطر على مناطق عديدة، ويطلق على نفسه لقب "القائد العام للجيش الوطني الليبي"، منازعاً المجلس الرئاسي في اختصاصاته.