بعد أن اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي، بيني غانتس، الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، الذي أسفر عن مقتل شخصين من أفراد طاقمها، أحدهما بريطاني والآخر روماني.
تحدثت مصادر استخباراتية إيرانية لـ"عربي بوست" عن استعداد الجمهورية الإسلامية لمواجهة أي رد فعل محتمل من إسرائيل أو الولايات المتحدة.
تصاعُد الصراع
في الأسبوع الماضي، وفقاً لمواقع تتبع السفن، كانت الناقلة "ميرسر ستريت" متوجهة من دار السلام في تنزانيا إلى ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، عندما تمت مهاجمة الناقلة بواسطة طائرة بدون طيار.
بعد الهجوم، ألقت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة باللوم على إيران، والوقوف وراء هذا الهجوم.
على الفور، نفت إيران رسمياً تلك المزاعم، محذرة من أنها سترد على أي "مغامرة" بحقها.
مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني تحدث لـ"عربي بوست"، معلقاً على الهجوم، قائلاً: "هل تعتقد إسرائيل أن الجمهورية الإسلامية غير قادرة على مواجهتها؟، ما حدث للناقلة كان رداً حاسماً على الضربات الإسرائيلية في سوريا".
جدير بالذكر أنه منذ نهاية الشهر الماضي، تعرضت مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري، وحزب الله اللبناني بمحافظة حمص السورية إلى هجمات شنها الطيران الإسرائيلي.
وبحسب المصدر المقرب من الحرس الثوري الإيراني، فإن "إسرائيل تحاول الضغط على إيران من خلال الهجمات الجوية، التى تستهدف المواقع العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية في سوريا، فمؤخراً زادت إسرائيل من محاولاتها بهدف إخراج إيران من سوريا، وهذا لن يحدث مطلقاً، نحن متواجدون في سوريا بطلب من الحكومة السورية".
خُطط أمنية
تستعد إيران للرد على أي هجوم على أهداف مرتبطة بها في المنطقة، على إثر اتهامها بالهجوم على ناقلة "ميرسر ستريت " التي يمتلكها رجل أعمال إسرائيلي.
وبحسب مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى تحدث لـ"عربي بوست"، تجري العديد من الاجتماعات على أعلى مستوى داخل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لوضع الخطط لصد أي هجوم محتمل ضد إيران.
وأضاف المسؤول الأمني الإيراني قائلاً: "سيكون التركيز على تأمين عالي المستوى للمنشآت النووية، وتأمين مياه الخليج".
حشد الوكلاء
لم تكتفِ الجمهورية الإسلامية بوضع خطط دفاعية لصد أي هجوم محتمل، في إطار الصراع المتزايد بينها وبين إسرائيل، فبحسب مصدر مقرب من الحرس الثوري تحدث لـ"عربي بوست"، ذهب عدد من قادة الحرس الثوري للاجتماع بقادة الفصائل المسلحة العراقية والمقربة من إيران.
وبحسب قائد بارز في فصيل سيد الشهداء، أحد أكبر الفصائل المسلحة العراقية والموالية لإيران، تم الاجتماع بأحد المعسكرات السرية التابع للفصائل على الحدود العراقية – الإيرانية.
يقول القائد شبه العسكري لـ"عربي بوست": "تشهد فصائل المقاومة حالة تأهب جماعية لتوقّع وقوع أي هجوم على الأهداف المرتبطة بالجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة".
عادة ما تشير الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران لنفسها باسم محور المقاومة الذي تقوده طهران في المنطقة.
يقول القائد شبه العسكري في فصيل سيد الشهداء والمطلع على اجتماع قادة الحرس الثوري بقادة الفصائل المسلحة العراقية، لـ"عربي بوست": "تم الاستعداد لأي هجوم بإخلاء المقرات الرئيسية للمقاومة في البصرة، وكربلاء، والأنبار، وإعادة التمركز في مواقع مختلفة، خاصة على الحدود العراقية – السورية".
وبحسب المصدر ذاته، فإنه يتم الاستعداد لشن هجمات على الأصول الأمريكية في العراق وسوريا، في حالة أي هجوم ضد الفصائل.
يقول القائد شبه العسكري: "تم تحديد الأهداف بعناية، وستكون بعيدة عن السفارة الأمريكية".
من ضمن الخطط الإيرانية الجديدة لحشد وكلائها في العراق، كان العمل على إعادة هيكلة ما يسمى مجلس تنسيقية فصائل المقاومة، الذي يضم أغلب الفصائل المسلحة الشيعية العراقية المقربة من إيران.
إعادة هيكلة "تنسيقية المقاومة"
وبحسب المصدر ذاته، فإن تنسيقية فصائل المقاومة قسمت مهامها إلى حوالي ثلاث أو أربع مهام، منها على سبيل المثال، تنظيم العمل وإقامة معسكرات جديدة في منطقة كركوك وديالى، تحت سيطرة فصيل كتائب حزب الله العراقية.
يقول قائد بازر في فصيل كتائب حزب الله العراقية، لـ"عربي بوست ": "أخبرنا الإخوة في إيران بضرورة تنظيم عمل التنسيقية من أجل تحديد أوضح الأهداف والآليات".
وهناك مجموعة أخرى خاصة بمحافظة الأنبار، والحدود السورية إلى البوكمال، ويسيطر عليها كتائب حزب الله، وسيد الشهداء، وكتائب النجباء.
يقول القائد شبه العسكري في فصيل كتائب حزب الله لـ"عربي بوست": "يجري التحضير والاستعداد لصد أي هجوم والرد عليه، بشكل دقيق ومتطور، نحن مستعدون للمواجهة في أي وقت وأي مكان".