شرعت إسرائيل بإقامة مصعد في المسجد الإبراهيمي، بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، رغم الاعتراضات الفلسطينية، وسط دعوات فلسطينية لإقامة صلاة الظهر، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، داخل المسجد لمواجهة المشروع الذي يهدف لتغيير معالم المسجد.
منذ احتلال إسرائيل مدينة الخليل بعد حرب حزيران/يونيو عام 1967، شرع المستوطنون الإسرائيليون بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، كما بدأت القوات الإسرائيلية والمستوطنون اعتداءاتهم على المسجد الإبراهيمي منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة بهدف تحويله إلى معبد يهودي.
تغيير معالم المسجد الإبراهيمي
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الإثنين 9 أغسطس/آب، في تغريدة على تويتر: "بناء على قرار وزير الدفاع (بيني غانتس) بدأ العمل الأحد لتسهيل الوصول إلى الحرم الإبراهيمي".
أضافت: "يتم تنفيذ العمل من قِبل قسم الهندسة والبناء بوزارة الدفاع، وتحت إشراف الإدارة المدنية، ومن المتوقع أن يستمر حوالي ستة أشهر".
تابعت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن العمل "يشمل إنشاء طريق وصول من ساحة انتظار السيارات إلى ساحة الحرم، ومصعد يسمح للمصلين من جميع الأديان بالوصول إلى الموقع".
يأتي الشروع بإقامة المصعد، على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية خلال الأشهر الماضية.
في 3 مايو/أيار 2020، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد لإنشاء المصعد الذي أقره مجلس التنظيم الأعلى، إحدى أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة المحتلة.
انتهاك للقرارات الأممية
يقول الفلسطينيون إن قرار إسرائيل بإنشاء مصعد في المسجد الإبراهيمي يعد انتهاكاً للقرارات الأممية، لأنه يغيّر معالم وهوية المسجد التاريخية، باعتباره موروثاً يجب حمايته.
في يوليو/تموز 2017، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "اليونسكو" إدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.
منذ عام 1994، يُقسَّم المسجد، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينياً في صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
مجزرة المسجد الإبراهيمي
يوم 25 فبراير/شباط من عام 1994، (15 رمضان 1415هـ) باغت مستوطن يهودي بالرصاص والقنابل مئات المصلين المسلمين وهم سجود في صلاة الفجر، بالمسجد الإبراهيمي، بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، موقعاً 29 شهيداً، وعشرات الجرحى.
لم تكن المجزرة -وفق شاهد عيان تحدث للأناضول- نتيجة قرار آني، بل ثمرة تخطيط وتدبير من قبل مجموعة مستوطنين، وبمشاركة غير مباشرة من الجيش الإسرائيلي، الذي تغيّب عن نقاط تمركزه وقت المجزرة.
يحظى المسجد باهتمام خاص لدى المسلمين، لاعتقادهم أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام.
لكنّ المستوطنين يقدسون المكان أيضاً، ويُطلقون عليه اسم "مغارة المكفيلا"، لاعتقادهم، كذلك، بوجود قبر النبي إبراهيم وزوجته سارة، في مغارة أسفل البناء المقام حالياً.