اغتال مسلحون مجهولون، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، رئيس بلدية محافظة كربلاء جنوبي العراق عبير الخفاجي، بإطلاق النار عليه أثناء إشرافه على حملة لرفع التجاوزات وسط المدينة، الأمر الذي أدى لإصابته بثلاث رصاصات في صدره ووفاته بعدما نُقل إلى إحدى المستشفيات.
حيث قال محافظ كربلاء، نصيف جاسم الخطابي، في بيان، إن "مدير بلدية كربلاء عبير الخفاجي، اغتيل خلال إشرافه على حملة لرفع التجاوزات في الشوارع العامة"، برفقة قوة أمنية في منطقة المعملجي.
الخطابي أشار إلى أن "الضحية كان يعمل ليلاً ونهاراً من أجل خدمة المجتمع والصالح العام".
من جهته، ذكر العميد علاء الغانمي، مدير إعلام قيادة شرطة كربلاء، في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية، أن الخفاجي تعرض لإطلاق ناري من مسدس أحد المواطنين، على خلفية نشوب مشاجرة بينهما بشأن إزالة بعض الأبنية المتجاوزة في منطقة المعملجي في كربلاء.
في حين بدأت الجهات الأمنية فتح تحقيق في ملابسات الحادث وأسباب وقوعه، وفق الغانمي.
بينما لم تعلن قوات الأمن اعتقالها أياً من المتورطين بالحادثة، كما لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية الهجوم على الفور.
كان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد كشف، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، عن تعرضه لثلاث محاولات اغتيال فاشلة، دون أن يذكر تفاصيل بشأن أماكن وتواريخ هذه المحاولات ولا الجهات المسؤولة عنها، مضيفاً: "لست قلقاً أو خائفاً؛ فقد توليت منصبي في ظروف صعبة، ولو لم أقبل المنصب لشهدنا حرباً أهلية نتيجة الانهيار آنذاك".
إلا أن الكاظمي أكد، في مقابلة مع تلفزيون "الحدث" (مملوك للسعودية)، أنه سيواصل أداء مهامه وفق البرنامج الذي وضعه لإدارة البلاد.
يشار إلى أن حكومة الكاظمي تتولى السلطة منذ مايو/أيار 2020، خلفاً لحكومة عادل عبدالمهدي، الذي استقال أواخر عام 2019؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية تتهم النخبة السياسية الحاكمة بالفساد وانعدام الكفاءة والتبعية للخارج.
مَن هي الجهة التي تقف وراء الاغتيالات؟
فيما تعدُّ عمليات الاغتيال ظاهرة مألوفة في العراق، منذ سنوات، خاصة منذ أن انطلقت الاحتجاجات الشعبية العراقية في 8 يوليو/تموز 2018، إذ تعيش البلاد أحداثاً دموية تشهد خلالها توسعاً في عمليات الاغتيال التي طالت عدداً كبيراً من الناشطين الذين لا يغيبون عن ساحات الاحتجاجات.
رغم استمرار عمليات الاغتيال حتى الآن، فإن الجهة التي تقف وراءها لا تزال مجهولة حتى الآن في معظم العمليات.
كما أنّ معظم التحقيقات لم تُثمر عن شيء، ودائماً ما تُقيَّد ضد مجهول، خاصة أن الحكومة لا توثّق عمليات الخطف والاغتيال بصورة دقيقة، وبالتالي ليس لديها إحصائية رسمية حول أعدادهم.
غير أنَّ الناشطين دائماً ما يُوجّهون أصابع الاتهام إلى فصائل شيعية مسلحة تستهدف تصفية خصومها والمناوئين لأفكارها، وهو ما تنفيه عادةً هذه الفصائل.
هؤلاء النشطاء العراقيون المدعومون دشنوا وسماً في السابق على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "إيران تغتال نشطاء العراق"، للتعبير عن غضبهم من استمرار هذه الظاهرة.